أزبك من ططخ الظاهرى أمير كبير من سفره من البحيرة [١٦٩ ب] ودخل من باب القنطرة والطبول والزمور فى خدمته والشطفة على رأسه، ومماليكه وأعوانه فى خدمته، و [كان] أمامه القاضى زين الدين سالم راكبا بجانبه وهو بتخفيفة لطيفة، فتوجه لداره وأصبح من الغد فصعد للسلطان فخلع عليه بعد تقبيله الأرض، وتوجه لداره معظما مبجلا.
وفى الثلاثاء ثامن عشريه دار المدراء يخبرون بوفاة الست المصونة خوند مغل زوج السلطان السعيد الشهيد الظاهر جقمق بنت القاضى ناصر الدين البارزى كاتب السر أخت القاضى كمال الدين كاتب السر زوج القاضى علم الدين ابن الكويز كاتب السر والد عبد الرحمن بن الكويز قبل تزويجها بالظاهر المذكور، وكانت مقيمة ببيت الأتابك أزبك من حين تزوج ببنتها وسافرت معه القدس، فلما ولد للأتابكى ولده من بنتها وماتت البنت صارت هى القائمة بالولد، وهى صاحبة البيت والقائمة بأموره، حتى جوارى التسرى الذين للأتابكى، وجعلته ناظرا مكانها على أوقاف أبيها وأخيها وأوقافها وثبت ذلك له على الشرع الشريف وسرعة حضور الأتابك بسبب ذلك، وكانت مطلقة قبل موت الظاهر بسنتين مقيمة ببيت بنتها، وكانت لها جنازة حافلة جدا مشى فيها الأعيان من الأمراء وغيرهم وصلى عليها السلطان والقضاة فمن دونهم، وعليها بشخاناه عظيمة، هيئة ما يفعل بالأموات الخوندات، ودفنت بالحوش المجاور لسيدنا الإمام الشافعى ﵁. وكانت دينة رئيسة خيرة من بيت كبير فى العلم، أصلها طيب وفرعها (١).
ومن الغرائب موافقة وصول الأتابكى قبل موتها بيسير حتى حضر وشاهدها فرحمها الله، أكثر برها للفقراء والصالحين خصوصا سيدى الشيخ مدين ﵀ فإنها عمّرت لها مدرسة وأوقفتها وأوقفت عليه أوقافا، كل
(١) سيعود المؤلف إلى ترجمتها مستعملا نفس العبارات الواردة هنا.