للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للسلطان ينهبونهم ويقتلونهم، فلا قوة إلا بالله، هذا مع ما امتلأت به المدينة من أن السلطان يسافر، وأنه صنع من الأبقار أشياء كثيرة ومن الأغنام كذلك ومن البقسماط حتى حوائج الهجن وآلات السفر.

وفى هذه الأيام توجه التجار الأروام وصحبتهم عدة من العبيد السودان - نحوا من خمسة وثلاثين نفرا - وعدة من أحمال الحناء وغير ذلك من الأقمشة والنقد من الذهب والفضة وانحدروا فى مركب بالنيل، وكانت المركب موسوقة من الناس فغرقت بهم عند قرب بيسوس، وسبب غرقها على ما بلغنى أن المركب نزل بها مملوك ومعه فرس وكان مسوما فحفر فيها فصعد لها الماء فغرقوا من وقتهم ولم ينج منهم إلا ثلاثة أنفار، وبلغ خبرهم المسامع الشريفة فرسم للأمير شرف الدين بن غريب الوزير والأستادار أن يتوجه إلى المكان الذى غرقوا فيه ويأخذ صحبته الشيخ جلال الدين ابن الأمانة الشافعى أجل أعيان الشافعية وخليفة الحكم العزيز، ويطلب الغطاسين لضبط ما يتحصل من ذلك، فتوجهوا [١٧٠ ب] وحضروا آخر النهار ولم يظفروا بطائل ولا نائل إلا قدر يسير من قماش وغيره، أخذه أصحابه بعلامتهم.

يوم الخميس سابعه صعد قصاد حسن الطويل سلطان العراقين الآن إلى القلعة وتمثلوا بين يدى السلطان فكانت الخدمة هائلة عظيمة بالقصر السلطانى من قلعة الجبل وباسوا الأرض وقدموا كتابهم فلم يعلم ما حضروا فيه لأن الكتاب قرئ سرا، ومن قائل إنه سأل فى كسوة الكعبة كما فعل شاه رخ بن تيمور لنك فى دولة الظاهر جقمق فى سنة خمس وأربعين وثمانى مائة، ومن قائل إنه سأل فى شاه سوار والعفو عنه وتضمنه ويحمل عنه مالا، والله أعلم بحقيقة ذلك. وقدموا هديتهم على ما بلغنى: قفص ضمنه خوذة ولبس كامل وعدة أبدان سمور وسنجاب وسجادات أقصرائى فقبلت، ونزلوا فى دار وأجرى عليهم ما يكفيهم، وكان لهم مقيمين قبل أن حضروا بين يدى السلطان خمسة أيام.

<<  <  ج: ص:  >  >>