يوم السبت تاسعه صعد المقر الأشرف الكريم العالى السيفى الأتابكى أزبك من ططخ الظاهرى إلى حضرة السلطان نصره الله وتغدى عنده وشفع فى حواشى الصاحب جمال الدين يوسف ابن كاتب جكم المسجونين من مدة خمسة شهور، وهم: على الفخرى نائب المحتسب والطواشى ويونس الدوادار، فأطلقوا إلى حال سبيلهم بعد أن قرر على والدة الصاحب المذكور والمحتسب وزوجته، والصحيح أن المقرر على أم ناظر الخاص بمفردها مبلغ جملته مائة وخمسون ألف دينار، والمحتسب ضعيف منقطع بداره وليتها القاضية ليحصل للمسلمين بل ولخلق الله قاطبة بذلك العيشة الرضية فإن هلاكه فيه بقاء لمهج غالب أمة محمد ﷺ، فإنه شق عليهم وعلى طلبة العلم وشيوخ العلم وقضاة الشرع، فاللهم احكم فيه بعد لك قريبا.
وبطل سفر السلطان بواسطة الأتابك أزبك فإنه أشار عليه بعدم السفر وأن بغيبته يحصل فى البلاد من الفساد مالا يحصر فرجع لذلك، والله الولى والمالك.
ووصلت كتب الحجاج من العقبة فى ثانيه على العادة وأخبروا بالأمن والرخاء، وأن العليق أبيع أربع ويبات بدينار وقيل خمسة، والبقسماط القنطار بأربعين نصفا، والجبن الخليلى والكركى كل عشرة أرطال بمائة درهم، وفرح الناس [١٧١ ا] بذلك واستراح الحجاج فى هذه السنة من أمير نهم.
وفى هذه الأيام ضيّف السلطان القاصد المحضر من ابن عثمان وخلع عليه كاملية سمور وأنعم عليه بمبلغ بعد الضيافة نحوا من أربعمائة دينار.
وفى يوم الخميس رابع عشره صعد القاصد المذكور إلى السلطان فقبّل الأرض ووادعه فأنعم عليه بفوقانى بطراز زركش هائل، ورسم له بمبلغ ألف