للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووصلت البطة الدقيق إلى مائة درهم بعد سبعين، وصار القمح بدينار، والشعير بأحد عشر نصفا، ولعمرى هذه المصيبة التى أصابت المسلمين بولاية الحسبة الأتراك ما كان ابتداؤها إلا فى زمن المؤيد شيخ، وإلا من أين للأتراك [١٧١ ب] أن يباشروا هذه الوظيفة السنية. (١)

يوم الجمعة خامس عشره الموافق له من أيام الشهور القبطية تاسع عشرى برمودة، فيه لبس السلطان - نصره الله - القماش البعلبكى المعد لبسه للصيف قبل عادته بثمانية أيام، وقيل بثمانية عشر يوما.

يوم السبت سادس عشره رسم السلطان بتوسيط اثنين أحدهما من الحرامية وخرج يستعطى كعادته فقتل الجمدار المرسم عليه، قيل إنه عصر بيضه فمات فرسم بتوسيطه، والآخر بدوى من مفسدى الجيزية.

وفيه ضرب السلطان شخصا من الخفر المقدمين بخدمة الوالى متدرك الصحراء ضربا مبرحا بالمقارع والعصى بسبب قتيل وجد فى دركه.

يوم الأحد سابع عشره ركب السلطان من قلعة الجبل وتوجه إلى بركة الجب.

وتوفى فى هذا اليوم يونس بن عمر بن جربغا، وجربغا هذا من مماليك الكامل على ما أخبرنى بذلك ولد المتوفى الذى كان بخدمة الأمير فيروز النوروزى الزمام والخازندار مدة طويلة وقربه وأدناه وجعله دوادارا ومتكلما فى جميع أمواله. وعمر والد المتوفى كان فى خدمة جمال الدين الأستادار. وكان فيروز وافر الحرمة، نافذ الكلمة، كثير المال، فحصّل صاحب الترجمة وأثرى وصار بعد من الرؤساء واشترى الإقطاعات والدور، ثم قرر فى أستادارية الذخيرة بالقاهرة، وسافر إلى الشام ليولى من شاء فى الأستادارية ويعزل من أراد وحصل منها مالا فى الدولة الإينالية، وكان أستاذه رقاه وقدمه ثم أفصل من


(١) سيكرر المؤلف هذه الترجمة تقريبا فيما بعد، ورقة ١٨٦ ب ١٨٧ ا.

<<  <  ج: ص:  >  >>