للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديد بين يدى السلطان الملك الأشرف أبى النصر قايتباى عز نصره، مع أن الأمير قجماس الإسحاقى أرسل يعلم السلطان أنه هو الذى قبض على الفرنج وأخذ مركبهم وحضر أهل أتكوا وقالوا إنهم هم الذين قبضوا عليهم فالله أعلم بذلك، إنه الولى والمالك؛ ولما عرضوا الفرنج على السلطان كما قدمنا وصحبتهم أهل أتكوا وكان قجماس عرّف السلطان أن أهل أتكوا تعدوا ونهبوا ما فى مركب الفرنج فلما وقفوا بين يدى السلطان رسم على جماعة منهم - من أكابر أهل أتكوا - وأودعوا الفرنج سجن المقشرة، فما هان على غالب الناس الترسيم على أهل أتكوا فإنهم مجاهدون وصلحاء وصنعوا جميلا، غير أن مولانا السلطان نصرة الله غطّى عليه فى أمرهم؛ وأصبح يوم الأحد سلخه فطلب السلطان الفرنج المسجونين بالمقشرة فأسلم منهم ثلاثة فأطلقوا، وسجنوا من تأخر بلا إسلام بالمقشرة.

وفيه أشهر بالمدينة وشوارعها ثلاثة مسلوخون من أكابر عرب بنى حرام قبض عليهم الأمير قانصوه من جوار غيط سيدى الشيخ إبراهيم المتبولى (١) فسلخهم وجهزهم وصحبتهم أربعة أنفار أخر أودعوا بالسجن ومروا بهم إلى خارج القاهرة ليصلبوا أياما ويرتدع المفسدون بذلك ويقمعوا.

وبلغنى وصول الشيخ علاء الدين الحصنى من عند عظيم الدنيا الدوادار الكبير حفظه الله ولم يحضر صحبته كتاب من الأمير المذكور بسبب تغيّظه عليه [١٧٧ ب] فإنه لما جهزه رسولا (٢) إلى متملك بلاد الروم بلغنى أنه


(١) هو المعروف لدى المصريين إلى الوقت الحاضر بولى الله سيدى إبراهيم المتبولى، وكان للناس فيه اعتقاد عظيم، وأشار السخاوى فى الضوء اللامع ج ١ ص ٨٥ - ٨٦ إلى بعض كراماته وقال: «كنت ممن زرته وملت مع محبيه»، وكان موته فى ١٨ ربيع الأول سنة ٨٧٧ هـ.
(٢) الوارد فى الضوء اللامع ٥/ ١٠٠٩ أنه أقام ببلاد الروم نحو سبع سنين ولم يشر إلى إرساله رسولا لمتملكها، ولكنه كان سفيره «لبعض ملوك الأطراف».

<<  <  ج: ص:  >  >>