فتلاحق بهم قرد عليه العرب واراد واحد منهم ضربه وطعنه بحربة طويلة فأخلى له وتصادما، فضربه الأمير بالسيف فسقط عن الفرس فكتّفه ودخل به القاهرة فكان له بعض حركة، وصعدوا به إلى السلطان صحبة من حضر مع الأمراء، فضرب بين يدى السلطان بالمقارع ورسم بحبسه وحبس من أحضروه. واستقر قانصوه الأحمدى أحد مقدمى الألوف مقيما بالشرقية إلى أن يفعل الله ما يريد.
وفى يوم الاربعاء سادس عشريه وصل قاصد نائب سكندرية ببشارة، وصعد للسلطان نصره الله فأخبره بالقبض على مركب من مراكب النصارى المفسدين بالبحر وأنهم غنموهم وغرقوا المركب وقتلوا منهم نحوا من ثلاثين نفرا وأسروا عشرة أنفار.
وفى يوم الخميس سابع عشريه بعد العصر حضر قاصد [نائب](١) الاسكندرية وصحبته الفرنج المفسدون المقدم ذكرهم وهم فى الحديد فأودعوا السجن حتى يعرضوا على المواقف الشريفة.
وفيه وضعت امرأة أربعة أولاد فى بطن واحد: اثنان ذكور واثنان إناث، ووالدهم فقير من حارة اللوق وماداناها، فوقف بهم للسلطان فلما رآهم قال لأبيهم:«إنت شاطر»، ورسم له بعشرة دنانير وخمسة أرادب قمح على ما بلغنى من عدة خلائق، ومات منهم بعد ذلك [١٧٧ ا] اثنان، والله المستعان.
ووصل مبشرو الحاج فى سابع عشريه وأخبروا أن الوقفة الاثنين على حكم القاهرة ثم نقض بعد ذلك بما ورد من قاضى المحلة أنه ثبت عليه ذلك، وأخبر بعضهم فى كتابه بأن الأشياء رضية وموجودة.
يوم السبت تاسع عشريه صعد الفرنج المقبوض عليهم من أتكوا فى