للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصيلها وعالمها وابن عالمها - من لم يعرف له صبوة سوى حب الفقهاء والعلماء والصلحاء والفقراء - إلى دمياط بسبب كشف تعلقات الخاص والذخيرة وهى (١) الدواليب وأمثال ذلك، بلغه الله مأموله وكتب له السلامة فى السفر والإقامة، وحفظه وحفظ ولده ووالدته ورده ردا جميلا مع بلوغ القصد آمين. ما أرجح معقوله ومنقوله.

يوم السبت وقع بظاهر القاهرة غوغاء زائدة وهى أن عرب بنى حرام تحاربواهم وعرب بنى وائل وسعد محاربة شديدة آل أمرهم فيها [إلى] هروب عرب بنى حرام منهم ودخلوا الحسينية وإلى قنطرة الحاجب وصاروا يشلحون المسافرين والقادمين، وامتنع المسافرون من التوجه إلى الخانكاه وغيرها وصار العوام يلهجون بألفاظ مختلفة، واستمر ذلك إلى آخر النهار، والأمر لله الواحد القهار. ولما كان آخر هذا اليوم بلغ المقام الشريف أبا النصر قايتباى عز نصره ذلك، فأمر فى الحال للمقر الأشرف الأتابك أزبك من ططخ وللمقر العالى السيفى جانبك الإينالى المشهور بقلقسيز الأشرفى الظاهرى [١٧٦ ب] أمير سلاح والأمير أزدمر الإبراهيمى الطويل الظاهرى أحد مقدمى الألوف [بالخروج] إلى العرب المذكورين فخرجوا فى الحال قبل المغرب، وأرسل صحبتهم عدة من المماليك السلطانية. فأما الأتابك أزبك ومن صحبه [فقد] باتوا بالخانكاه وأعمالها وحضروا من الغد، وأما الأمير قانصوه فرسم له أن يقيم بالشرقية. وحضر صحبة الأتابك بعض عرب قبض عليهم، ووافق حضور شخص من الأمراء العشرات من بلده فى ذلك اليوم يسمى كذا فرآى جماعة من المسافرين يصيحون ويبكون [و] قد عراهم (٢) العربان المفسدون


(١) فى الأصل «وهم» ويقصد بها متعلقات السلطان.
(٢) فى الأصل «عروهم العربان المفسدين».

<<  <  ج: ص:  >  >>