للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ممن أثق بنقله أن السلطان لما بلغه ذلك انزعج انزعاجا شديدا وحلف أنه لولا المهم الذى هو به من متعلق المملكة لكان (١) بنفسه.

ثم فى يوم الخميس العشرين منه ورد الخبر من دمياط أو الطينة أن الفرنج أخذوا مراكب للمسلمين فشق ذلك على كل من يسمعه من قريب أو بعيد، والحكم لله يفعل ما يريد.

ما هذه الفتن فى هذه الأيام إلا كثيرة: الفتن مرة من بنى حرام بالشرقية، ومرة من عربان قبلى، ومرة من المخذول شاه سوار، وهذه المرة من الفرنج، فالله يلطف ويدبر بحق محمد وآله آمين.

وتكرر ركوب السلطان الكرة بعد الكرة، وركب فى يوم السبت خامس عشره هو والأمير الكبير وأعيان المقدمين الألوف والأمير تنبك الدوادار الثانى، وركب المحتسب فى هذا اليوم بخدمة السلطان بشفاعة الأمير الدوادار الثانى فإن له مدة [١٧٦ ا] وهو مغضوب عليه، وتدخل على المقر الأشرف العالى السيفى تنبك الدوادار الثانى حتى أذن له فى اللعب مع السلطان بعد أن شاوره نصره الله فى ذلك، فلما كان يوم الثلاثاء ثامن عشره ركب السلطان ولعب الكرة على العادة، فضرب الأمير الكبير الكرة ضربا شديدا مبرحا مزعجا فطارت وانقسمت وخرج منها قطعة فى وجه ابن غريب الظالم الأستادار فجرح منها وجهه وسال دمه، فبلغنى أن السلطان نصره الله ومن حضر سرهم ذلك وأقول: يا ليتها كانت القاضية، مع أنه لما توجه إلى داره هرع إليه بعض الناس وسلموا عليه.

يوم الجمعة حادى عشريه بعد صلاة العصر سافر عظيم الدولة ورئيسها


(١) أى لكان هناك بنفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>