للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسمور، وشفع جرباش المذكور فى الأمير جانبك (١) كوهيه المسجون بدمياط فما قبل، ولما لبس جرباش المذكور الكاملية وحضر وقبل الأرض ثم يد السلطان قام إليه وأكرمه، ورسم لهما بالإقامة فى القاهرة، وحصل للصفدى الرختوان الذى أحضرهما نحو من ثلثمائة دينار وكاملية سمور وغير ذلك من العسل والسكر والقصب وما شابه ذلك.

وفى هذه الأيام عمر [١٧٥ ب] السلطان بالقلعة طبقة الزمام ووجد فيها هيئة محراب لمسجد قديم لم يعرف له بان ولم يصلّ فيه مدة سنين، فرسم السلطان بنقله فخالفه فى ذلك - أعنى به - الشيخ الإمام البرهان الكركى الحنفى، فاستفتى السلطان شيخ الإسلام المحبوب الكافيجى الحنفى فأفتاه بنقله، وحكم بذلك القاضى خير الدين الشنشى أكبر نواب الحنفية ونقد له بقية المذاهب، والله المستعان وعليه التكلان.

وحضر فى هذه الأيام قاصد نائب قبرص [وهو] شخص من الفرنج وعلى يده الجزية من الصوف وغير ذلك، وركب فرسا مسرجا مفضضا مطليا، وأخبرت أن هذا القاصد توجه رسولا إلى متملك الروم يسأل أن يكونوا تحت نظره، وأن عليهم جزية لسلطان مصر يقومون (٢) بها له، فأحابه بالإكرام مع أنه عظيم صاحب مصر، ولله الحمد.

وفى هذه الأيام حضر (٣) أهل رشيد وأخبروا السلطان أن خمس مراكب من الفرنج تعرضوا لمركبين من مراكب التجار المسلمين وأخذوهم فوقع بينهم قتال شديد، إلا أن أهل رشيد أخذوا من الفرنج مركبا واحدا وأخذ الفرنج المركب الأخزى وما فيها وأسروا من بها من المسلمين فلا قوة إلا بالله، وبلغنى


(١) لم يستطع السخاوى، الضوء اللامع ٣/ ٢٤٠ تحديد سنة وفاته.
(٢) فى الأصل: «يقزموا».
(٣) فى الأصل «حضروا»، وقد سار المؤلف فى بقية الخبر على جمع الفعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>