للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتقدم ذكر حضوره لعظيم الدنيا الدوادار الكبير وسؤاله (١) فى الأمان لأخيه فرسم له به، وذكروا أنه وقع بين باش العسكر المصرى وبين بقية الأمراء تناوش وأفضى الحال بينهم إلى لبس آلات الحرب، فحصل مطر شديد منعهم من ذلك، ولله الحمد؛ وأسفر الحال أن شخصا من أمراء العشرات هو الذى أثار هذه الفتنة.

وذكروا أيضا أن عظيم الدنيا الدوادار الكبير دخل لمستراحه فوجد به مملوكا بيده خنجر مسلول وهو عريان فقبض عليه وضربه مقارع ثم قطع أعضاءه الأربعة، وأرسل طالع السلطان بذلك، والله الولى والمالك.

وعلم مما نقل - وصحّته عند الله - يوم عيد الله الأكبر الذى هو عاشر شهر تاريخه كان الموكب العظيم إلى الغاية، وذبح السلطان ونحر وخلع على المقر الأشرف الكريم العالى السيفى أزبك الأتابكى وعلى أمير سلاح والزردكاش وقاضى القضاة الشافعى وناظر الخاص على العادة.

وفيه وصل (٢) الأميران الكبيران من ثغر دمياط إلى القاهرة وهما الأمير جرباش كرد المحمدى الناصرى الذى كان أتابكا فى دولة خشقدم، والأمير يشبك من سلمان شاه الفقيه - الذى كان دوادارا فى دولة يلباى ومن قبله لخشقدم، ولهما من سلطنة الظاهر تمربغا إلى يوم تاريخه مسجونين بدمياط - صحبة قاصد المقام الشريف نصره الله أحد الرختوانية المعروف بالصفدى، وصعدا من الغد بين يدى السلطان وقد لبسا طرحا وفى أعناقهما مناديل صفا، فقبّلا الأرض وباسا يد السلطان فخلع عليهما، فكانت خلعة الأمير جرباش كاملية مخمل أحمر بسمور، وأما خلعة الأمير يشبك فكانت كاملية صوف أخضر


(١) فى الأصل «وسأله» وانظر ما سبق ص ٤٣٥.
(٢) فى الأصل «الأميرين الكبيرين … وهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>