للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخفافه نحوا من خمسمائة عصى، ثم أمر بصفعه فصقع من المماليك إلى أن أخرجوه من المرستان، ولهذا أسباب منها أنه شاب صغير بلا لحية عديم الأدب، ومشى مع أهل المرستان على قالب لا يرضون وصار لا يلتفت إليهم، وانفرد بالكلمة مع وجود القاضى عبد الباسط بن الجيعان، واستمر على ذلك إلى أن توفى صلاح الدين صاحبنا ابن مولى على الذى كان مباشرا بالبيمارستان وعليه العمدة به، وتولى عوضه القاضى زين الدين سالم وولده إمام الأتابك المذكور فمشى معهما على عادته، فلما كان هذا اليوم المذكور حضر الأمير الكبير المرستان على العادة وسأل عن الحاصل من يحضره، كرر السؤال، فأخبروه عن المضروب فوقع ما ذكرنا.

ومنها أنه صار يتغدى فى كل يوم فى المرستان بمائتى درهم ويأخذ ذلك من صيرفى المرستان أو أحد من جباته ويتصرف فيه تصريف الملاك.

ومنها أن شخصا من فراشى المرستان يسمى أحمد بن الصلف نزل عن ثيابه فى البيمارستان أو فراشه وأمضى (١) ذلك بخطه من غير مشورة المقر الأتابكى، فسأله عن ذلك فقال ما هى العادة، فحصل ما حصل ولم ينتطح فيها عنزان وما خابت العصى، وفى الواقع فأبوه خيرا منه وأحسن أخلاقا وتواضعا وعرفا بالناس.

وفى هذه الأيام توفى القاضى شهاب الدين الدجوى الشافعى خليفة الحاكم العزيز الشافعى وكان يجلس فى حانوت خارج باب زويلة مجاورة لدار التفاح، وسيرته غير مشكورة.

[١٧٥ ا] ووصل الخبر من البلاد الشامية أن أردوانه أخا شاه سوار


(١) الضمير هنا عائد على يوسف بن أبى الفتح بن السمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>