للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويشهد ويوقع ويقضى حتى حصل هذا المال ويفقد منه بغير رضاه، واستكثر عليه غالب الناس هذا المال، وبعضهم ما هان عليه ذلك، ووقف للسلطان وشكى له حاله فرسم للأمير الدوادار الثانى بالتوجه إليه والنظر فى أمره، وأسفر الحال أن عبده نقب البيت وأخذ الذهب الذى ذكرناه وأخفاه عند جماعة من العبيد وجارية بالحسينية، فتوجهوا إليهم فوجدوا المال قد عجز شيئا يسيرا جدا، فأطلقوا من كانوا قبضوا عليه من غلمان جيرانهم وسجنوا العبد، والله المستعان.

وسرق أيضا لشخصين من الظلمة أحدهما على ابن قمتى رأس نوبة الدوادار الكبير والآخر محمد بن أزبك رأس نوبة حاجب الحجاب بيتيهما (١)، أما الأول فسرق له أمتعة من بيته الذى ببركة الرطلى ولم يوجد له فيها ذهب ولا فضة، وأما الثانى فسرق لزوجته أمتعة من ذهب ولؤلؤ مما جملته ألف دينار.

وفرقت الأضحية السلطانية بقلعة الجبل فى يوم الاثنين ثانى الشهر، والصحيح ثالثه على العادة ولله الحمد.

[١٧٤ ب] يوم الجمعة سابعه ضرب يوسف السمين (٢) ابن أبى الفتح ناظر البيمارستان وناظر الأوقاف وناظر جدة وثانى قلم بديوان المماليك ومباشر الملك الأشرف أبى النصر قايتباى عز نصره، وبهدل بهدلة زائدة وهو مستحق لأضعاف ذلك على سائر جسده من المقر الأشرف الكريم العالى المولوى الكفيلى الأتابكى السيفى أزبك من ططخ الظاهرى أميركبير عز نصره بالبيمارستان المنصورى بالمقعد الذى به، ثم أنزل منه فأمر ببطحه فضرب ضربا مبرحا على


(١) فى الأصل «بيتهما»
(٢) لعله هو يوسف بن محمد بن محمد بن أبى الفتح، الذى أشار السخارى فى الضوء اللامع ١٠/ ١٢٦١ إلى أن الأتابك أزبك أهانه. وانظر أحمد بن يوسف السمين فى شذرات الذهب ٦/ ١٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>