للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعجلون قرية من قرى دمشق. كان صاحب الترجمة إماما عالما علامه بارعا فاضلا حجة محققا مدققا دينا خيرا، عين أعيان الشافعية بدمشق بل وبالقاهرة، كيّسا زهرا نضرا فى ملبسه ومركبه ومنظره ومخبره عديم النظير.

مولده سنة إحدى وثلاثين وثمانى مائة بدمشق ونشأبها تحت كنف والده فحفظ القرآن وجوده بالروايات على الأشياخ، ثم قدم به إلى القاهرة المحروسة فى سنة خمسين وثمانى مائة تخمينا فقرأ بها على عدة من المشايخ منهم شيخنا إمام الحفاظ خادم السنة والأثر الشهير نسبه الكريم بابن حجر وحضر الإملاء بين يديه؛ وقرأ على الشيخ علاء الدين القلقشندى فى ألفية العراقى؛ واختلف فى قراءته على الشيخ شمس الدين القاياتى وقرأ على شيخنا شيخ مشايخ الإسلام محيى الدين الكافيجى فى الأصول والمعقول، وقرأ على شيخنا العلامة الأمة شمس الدين الشروانى (١) فيما قرأ على الكافيجى، وقرأ على قاضى القضاة علم الدين صالح البلقينى وسمع عليه وحضر دروسه، وانتفع بالشيخ شمس الدين الشروانى فإنه كان نزيلهم، وقرأ على شيخنا العلامة المحقق كمال الدين ابن الهمام فى كتابه «التحرير» ولازمه وانتفع به واستفاد منه، وكان آية من آيات الله تعالى فى التحقيق والحفظ، حفظ اثنين وعشرين كتابا كالفاتحة، وصنف التصانيف الفائقة منها «تصحيح المنهاج» ومنها «التاج (٢) على المنهاج»، ومنها «تحرير المنهاج» إلى غير ذلك من العربية وغيرها.

وكان عنده تواضع ولين، سهل الانقياد، طلق المحيا، أبيض معتدل القامة، كثير العبادة، شديد الورع فى مأكله وملبسه، حتى إنه قال بتحريم


(١) هو محمد بن مراهم الدين الشروانى الذى جعل السخاوى: الضوء اللامع ١٠/ ١٦٥ وفاته سنة ٨٧١ هـ.
(٢) ذكره السخاوى، شرحه، باسم «التاج فى زوائد الروضة على المنهاج».

<<  <  ج: ص:  >  >>