للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الغلاء فاستمر بالديار المصرية فى سائر الأقوات، لأن القمح وصل إلى تسعمائة درهم الإردب، والشعير إلى ثلثمائة الإردب فأكثر، ثم غلا الشعير والفول بعد ذلك إلى أن زاد الإردب على أربعمائة درهم وخمسين درهما، بل عدم وجود الشعير بالكلية، والخبز بخمسة دراهم الرطل لكنه موجود بحوانيت السوقة والباعة، وأما الجبن الأبيض فوصل إلى عشرة دراهم الرطل، وقس على هذا سائر المأكولات، مع أن البلاد الشامية والحلبية طرّشهم الغلاء، ووصل السعر فى الغلاء بها إلى أزيد من سعر مصر، وأما بلاد الروم فأكثر غلاء. وطال هذا الغلاء ونمو السعر بمصر وضواحيها وقراها، فلله الحمد على كل حال.

وفى يوم الاثنين ثالث عشره قدم المقر الأشرف الأتابك أزبك من ططخ الظاهرى من البحيرة بعد أن وطنها ووطن أهلها وعمل مصالحهم، فخلع عليه السلطان فوقانيا بوجهين، وتوجه لداره فى جحفل عظيم زائد، وأخبر أن الطاعون مستمر باسكندرية، وأنه انتشر ببلاد البحيرة ووصل إلى مدينة دمنهور، وأخبر بموت جماعات من عرب غزالة كانوا رءوس الشر والفتنة نحوا من ثمانين نفرا، فلله الحمد على ذلك، إنه الولى والمالك.

وأشيع فى هذا اليوم أن مات ببيت الصاحب مجد الدين اسماعيل بن (١) البقرى عدة من مماليكة بالقاهرة، وسألت عن ذلك من أخيه القاضى شرف الدين (٢) عبد الباسط فأجاب «بنعم»: «مات عند أخى من المماليك ثلاثة نفر فى الجمعة الماضية بالطاعون».

وفى يوم الثلاثاء رابع عشره سافر القاضى علاء الدين ابن الصابونى إلى


(١) السخاوى: الضوء ١١/ ٢٣٨.
(٢) السخاوى: الضوء ٤/ ٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>