للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابن خليل الشافعى وكان له نحو عشرة أيام ضعيفا بمرض حاد مستغرقا فيه غائب الحواس، وتأسف الناس عليه فإنه كان رئيسا حشما زهرا لطيفا كريما اجتمعت فيه محاسن، وصلى عليه من الغد بباب النصر وحضر الصلاة عليه قضاة القضاة الثلاثة خلا الحنفى لوفاته فى يوم الزلزلة كما قدمنا ذلك، وحضر المباشرون إلا الأستادار، وحضر من الأمراء المقدمين يشبك الجمالى وتوجهوا معه إلى تربة والده المجاورة لتربة الأشرف إينال فدفن بها. وقيل إن السلطان أرسل إليه الأمير برسباى الخزندار، فحضر دفنه وختم على بيته وموجوده الأمير برسباى المذكور بحضور رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر حفظه الله تعالى فإنه جعله وصيا وذلك حفظا لولده الغائب، وأيضا فالسلطان له عليه مال من حين أفصل من نظر الجوالى وأهمل (١) طلبه له بواسطة والده، فالآن تعين المطالبة به وقبضه.

وكان المتوفى أوصى للسلطان - نصره الله - بشئ من القماش والصينى والنحاس والخيول بأجمعهم، ما عدا فرسين للمقر الأشرف الأتابكى أزبك - عز نصره -، وبغلة للمقر الأشرف الزينى ابن مزهر الأنصارى - حفظه الله -، وأربعة أرؤس وبغلين لولده، وذكر فى وصيته ماله وما عليه، وصنع له رئيس الدنيا ابن مزهر المذكور - حفظه الله - يوم وفاته أشياء وجهزها لعياله بكرة النهار مدة عظيمة فحضر جمع من الأكابر والأعيان، وأحضر عدة جوق من القراء فأحيوا عنده تلك الليلة، وهنيئا له مات فى قبره ليلة الجمعة.

وكتبت مراسيم شريفة بإحضار ولده الناصرى محمد من دمشق ويبعد


(١) أى أن السلطان أهمل مطالبة أبى بكر مماله من مال فى ذمته من الجوالى الشامية والمصرية، وإن كان السخاوى: نفس الرجع والجزء والصفحة قال إن «السلطان استأصله حيا وميتا»

<<  <  ج: ص:  >  >>