للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن حصل له من تركة أبيه طائل أو نائل فإن السلطان له مبلغ كما تقدم وله عند ابن جنينة الذى كان صيرفى الجوالى مبلغ جملته نحو ثمانية آلاف دينار، وابن جنينة له ذلك القدر فى ذمة الناصرى محمد المذكور فصار (١) للسلطان وعليه غير ذلك لأقوام متفرقين من تجار وغيرهم نحو ثمانية آلاف أخرى.

وخلف أخوين أحدهما يسمى عمر وهو الاكبر والآخر يسمى عبد الرحمن وهو ضعيف على خطة، وبينازعوا (٢) ولد الميت فى النظر لأنهم أولاد الواقف وذاك ولد ولد الواقف. وكان المتوفى - عفا الله عنه - شكلا حسنا متجملا فى مركبه وملبسه ومأكله ومسكنه، يقتنى الخيول والجياد والأقمشة الفاخرة الفائقة فى الحسن، وخلف من الخيول والبغال أربعين رأسا ومن القماش شيئا كثيرا جدا، ومن القماش الصوف المسنجب والسمور وغير ذلك نحو أربعمائة قطعة ومن البياض نحو ذلك، وكذا من الحرير وكذا من الصينى والنحاس واللحم والعبى والسروج والسيوف وعدة من الخدام الحبوش؛ وانطلقت الألسن بالثناء الجميل عليه، ونعم الرجل. انتهى.

وفى يوم السبت الثلاثين من تاريخه خلع على الأمير قجماس الإسحاقى الظاهرى جقمق الأمير آخور الكبير كان - الذى استقر فى نيابة الشام - فوقانيا عظيما بطراز زركش عريض جدا، وقيد له فرس بسرج ذهب وكنبوش زركش. وخرج طلبه إلى الريدانية فى تجمل عظيم زائد الوصف بعد أن مر من تحت القصر بالرميلة وشق القاهرة، وكان طلبا عظيما لكثرة ما فيه من الخيول الجياد والكنابيش الزركش والسروج الذهب والبرك الهائل والقماش الجديد واليرق الحسن والمماليك والخدم، وتوجه معه إلى الريدانية


(١) فى الأصل «فسار».
(٢) إدخال الباء على الفعل المضارع من خصائص المصرية الدارجة.

<<  <  ج: ص:  >  >>