للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم وصل فى يوم الجمعة العشرين منه إلى مائة نفر، وفى ضبط أهل الديوان نظر فإن المائة التى ذكروها عن القاهرة كلها جاء عدة من يموت وصلى عليه بباب (١) النصر أكثر من خمسين نفرا، فما بالك ببقية المصلاة التى بالقاهرة فإن عدتها (٢) سبع عشرة مصلاة، وبهذا المقتضى لا نعتمد على ضبطهم.

وفى الثلاثاء رابع عشره أنفق السلطان للمماليك المجردين لقتال شاه سوار جامكية أربعة (٣) شهور لكل نفر وكسوة سنة.

*** وفى هذا اليوم والذى قبله أمر السلطان - نصره الله - القاضى شرف الدين بالتوجه إلى البلاد الشامية لينفق فى العساكر ويخدم (٤) المشاة والقواسة ليضافوا للعسكر المصرى المتوجه لقتال شاه سوار؛ هذا والأخبار ترد فى كل قليل بأن شاه سوار - عليه اللعنة - فى أقبح حال من اختلاف عساكره ومن عظم ما عنده من الغلاء والقحط والموت فى مواشية، فزاده الله من البلا، وأوقع به البلاء قريبا عاجلا.

*** وفى يوم الثلاثاء فرّق السلطان الجمال على المماليك السلطانية المجردين لشاه سوار لكل مملوك جمل، وحصل فى تفرقة الجمال فى هذا اليوم أمر مهول وحادث غريب هو أن الجمال لما دخلت من الميدان الذى من جهة باب القرافة وازدحم بعضها على بعض مات منها أكثر من مائتين وأربعين جملا فى ساعة،


(١) باب النصر هو أحد أبواب القاهرة المعزية، انظر المقريزى: الخطط ١/ ٣٨٠.
(٢) فى الأصل «عدتهم سبعة عشر».
(٣) فى الأصل «أربع».
(٤) يخدم هنا بمعنى «يستخدم».

<<  <  ج: ص:  >  >>