للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما وادعه خاطبه بكلام فيه تعظيم لحسن المذكور وتحسن ملاطفة، وأفهمه أنه يحبه وأنه عضده. وحكى لى ذلك كله من لفظه، وسافر القاصد المذكور من القاهرة فى يوم الخميس ثانى عشره.

وفيه نودى بالقاهرة وشوارعها بالنفقة للمماليك السلطانية المجردين لقتال شاه سوار صحبة مقدم العساكر الأتابك أزبك - عز نصره - فى يوم السبت رابع عشره.

*** وفى ليلة السبت المذكور الذى هو رابع عشره خسف جميع جرم القمر، وكان ابتداء الخسوف بعد الغروب بعشرين درجة وربع درجة، ثم أخذ فى الانحلال إلى ستين درجة ودقائق.

وفى يوم هذا السبت المذكور فرقت النفقة على المماليك السلطانية المجردين لقتال شاه سوار بحضرته (١) وكذلك فى يوم الثلاثاء سابع عشره، وعين السلطان أيضا من المماليك السلطانية عدة يتوجهون فى البحر الملح فى عدة من المراكب موسوقة بالغلال وعليهم بعض الأمراء ليتوجهوا بذلك إلى ساحل بلاد التركية، تقومة للعساكر المجردين لقتال شاه سوار فى البر لعظم الغلاء فى البلاد الشامية.

وفى هذه الأيام وصلت الأخبار من البلاد الشامية بعظم الغلاء، وذكروا أن الغرارة القمح وصلت بدمشق إلى عشرين دينارا، والشعير بأكثر من عشرة دنانير الغرارة، ووصل عدة من يموت بالقاهرة المحروسة من التعريف من المواريث الحشرية فى يوم الأربعاء ثامن عشره إلى واحد (٢) وستين نفرا،


(١) أى بحضرة السلطان قايتباى.
(٢) فى الأصل «إحدى».

<<  <  ج: ص:  >  >>