للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من ثغر الاسكندرية إلى القاهرة بسؤال منه للسلطان - نصره الله - فى ذلك، وإذنه له ليحج حجة الإسلام، وطلع المنصور من فوره إلى القلعة ونزل عن فرسه من باب (١) المدرج ودخل إلى السلطان بالدهيشة، واستمر السلطان جالسا (٢) على مدورته (٣) إلى أن قاربه المنصور، ووصل إلى ثلثى الإيوان قام [السلطان (٤)] إليه وأراد السلطان يعتنقه، فأهوى المنصور إلى ركبة السلطان ليقبلها والشباك عن يمينه، وجلس المنصور تجاهه والمرتبة (٥) خلفه والشباك عن يساره - وتكلما ساعة، فخلع عليه كاملية مخمل أحمر بمقلب سمور وعليها فوقانى (٦) بوجهين يطرز زركش؛ ولما تم لبسه ومشى إلى نحو السلطان خطوات قام له السلطان فقبّل المنصور الأرض فنهاه السلطان عن ذلك بعد أن فعله، وعاد المنصور إلى منزله بعد أن عين له السلطان فرسا خاصا أدهما بسرج ذهب وكنبوش زركش ركبه من باب الساقية، وتوجه إلى باب الحريم فوقف هناك وأرسل السلام لخوند جهة السلطان - نصره الله -، فلما عاد توجه لمنزله الذى نزل فيه - وهو ببيت صهره زوج أخته المقر الأشرف الأتابكى أزبك من ططخ ببين الصورين وهو مسافر مقدم العساكر لقتال شاه سوار المخذول.


(١) هو أحد أبواب القلعة الثلاثة وأعظمها، ويعرف أيضا بباب الدرفيل وهو بجانب خندق القلعة، وكان يعرف قديما بباب سارية، انظر القلقشندى: صبح الأعشى ٣/ ٣٧٢، والمقريزى: الخطط ٢/ ٢٠٥.
(٢) فى الأصل «جالس».
(٣) عرفها القلقشندى: صبح الأعشى ٣/ ٥٢٣ بأنها مائدة من فضة تنصب على الكرسى وعليها الأوانى الذهبية والصينى الحاوية للأطعمة الفاخرة.
(٤) الإضافة للايضاح.
(٥) عرفها دوزى Supp.Dict.Arabes، I ،٥٠٨ بأنها العرش.
(٦) فى الأصل «فوقانيا».

<<  <  ج: ص:  >  >>