للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى النجيلة حيث أقام عظيم الدنيا ومشيرها ووزيرها وأستادارها المقر الأشرف الكريم العالى يشبك من مهدى حفظه الله على المسلمين، فدخل عليه ليلا وهو نائم على غفلة، فذعر الأمير يشبك المذكور لما رآه ثم سكن خبره وأقام (١) عنده يومين وتوجه إلى جهة الغربية وقدمت له التقادم فقبلها، وأقام دون الثلاثة أيام ثم رجع إلى جهة الشرقية، وقال الجمال يوسف بن تغرى بردى المؤرخ فى تاريخه: «ولم يظهر لسفره فى هذه الأقاليم الثلاثة نتيجة بل شمل الخراب غالب قراهم من النهب والكلف، ولم يفتكوا بمفسد، ولا ردعوا (٢) قاطع طريق، بل كان دأبه أخذ التقادم والانتقال من بلد إلى آخر (٣) من غير فائدة بل الضرر الشامل، فلما علم (٤) المفسدون منه ذلك طغوا فى الناس وزاد شرهم وقطعوا الطريق وخافوا السبيل حنى أن بعضهم كان يفعل ذلك بقرب وطاق السلطان مع بعض حواشيه وأعوانه، وهو فيما هو فيه، فوقع بذلك غاية الوهن فى المملكة وأيس (٥) الناس من ظلم العرب لهم وقالوا «إذا كان السلطان ما أزال ذلك عنا فمن بقى يزيله؟» انتهى كلام الجمال يوسف.

قلت هذا الذى ذكره الجمال مردود من وجوه، لأن السلطان - نصره الله - إذا توجه بنفسه إلى بلد أو قرية ضرورة أن أهل تلك البلاد من المفسدين وغيرهم يفرون (٦) منه، فإن الكاشف أو الوالى إذا قصدهم يفرون منه فضلا عن السلطان، بل سفره طمن البلاد والعباد نصره الله. هذا والعسكر الذين صحبة السلطان يرسلون قصادهم للقاهرة بطلب الأفوات. وطالت إقامة


(١) يعنى السلطان.
(٢) فى الأصل «أردعوا».
(٣) فى الأصل «أخرى».
(٤) فى الأصل «علموا».
(٥) فى الأصل «أيسوا».
(٦) فى الأصل «يقرو».

<<  <  ج: ص:  >  >>