للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موكبا بالقصر إلا فى كل حين لأمر من الأمور، وتوجّه إلى ناحية طرى (١)، وأقام هناك ساعة كبيرة ثم عاد إلى القلعة.

وفى يوم الخميس ثالث عشره وصل من الأتابك أزبك - مقدم العساكر - نجابان (٢) وصحبتهما رأس مغلباى الأقطع أخى (٣) شاه سوار، وأخبرا أن صاحب الرأس المحضرة صحبتهم مات من جراحات أصابته ورأسين أيضا معه، فطيف بها وعلقوا الثلاثة رءوس بباب النصر أياما كثيرة، وسأل السلطان - نصره الله - من النجابين عن العسكر فذكرا أنهم تبعوا شاه سوار حيث توجه، وأنهم ينهبون بلاده ويخرّبون ضياعه ومنازله وقراه.

وفى يوم الأحد المصبح (٤) عن سادس عشره ركب السلطان من قلعة الجبل وسافر لجهة البحيرة على حين غفلة، ولم يعلم أحدا بنزوله ولا بسفره إلى بعد عشاء الآخرة، فعدّى النيل بعد العشاء من بولاق وسافر من فوره، وصار (٥) الخلق يتبعونه أفواجا أفواجا وأرسالا أرسالا، ولم يعلم أحد من المسافرين والمقيمين أين يقصد السلطان ولا أين يريد، ومجموع من توجه من العسكر على قدر الثلث من القاهرة، فإن السلطان ليس معه من الأفراد المقدمى (٦) الألوف غير الأمير برقوق الناصرى، واستمر السلطان سابقا بعسف وسوق وسرعة حتى وقف بل هلك كثير من الخيول والركاب، حتى وصل


(١) ناحية قريبة من القاهرة فى شرقى النيل قرب الفسطاط، انظر مراصد الاطلاع ٢/ ٨٨١.
(٢) فى الأصل «نجابين».
(٣) فى الأصل «أخو».
(٤) فى الأصل «المصبحة».
(٥) فى الأصل «وصاروا الخلق يتبعوه».
(٦) فى الأصل «المقدمين».

<<  <  ج: ص:  >  >>