ويقلدونهم في حياتهم، ويقتدون بفساقهم، ويتخلقون بأخلاقهم، ويشدون الرحال إلى ديارهم، ويتعلمون علومهم، ثم يرجعون بأخلاقهم وصفاتهم وطريقة حياتهم .. ويضعونها في صحن الإسلام، ويزرعونها في بستان الإيمان، لتكون قدوة للأنام، فتعلق الناس بها، وتسابق الأبناء والبنات إلى التخلق بها.
فهل يكفي أن تذرف الدموع السخية على هذا السقوط المشين .. ؟.
يا حسرة على العباد .. كم لعب الشيطان بعقولهم وأوقاتهم وأموالهم؟.
وا أسفاه .. إلى متى يزحف الورى إلى الوراء، إلى جهنم وهم لا يشعرون؟.
من يصدع بالحق، ومن يحمل رايات الهدى إلى الورى؟.
إن المؤمن حقاً من سكب عصارة عمره وروحه في طاعة ربه، وعبادته، والدعوة إليه، وتعليم شرعه لعباده.
إن مخالفة الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم فيها منفعة ومصلحة لنا نحن المسلمين، حتى فيما هم عليه من إتقان أمور دنياهم قد يكون مضراً بآخرتنا، أو بما هو أهم من أمور ديننا.
ماذا يفيد الأمة علم كالبحار في السعة، وكالجبال في العظمة، والقلوب منه فارغة، والجوارح منه خالية، وأثره في الحياة مفقود؟.
ماذا ينفع البشرية من علوم كالجبال، وأعمال كالذر، وسبب ذلك:
التفقه لغير الدين .. والتعلم لغير العمل .. وأكل الدنيا بالدين .. والتجمل بالعلم أمام الناس .. وفقد الإخلاص.
إن العلم الإلهي أعز شيء في الحياة، اصطفى الله له رسله، وعلمهم إياه، وأمرهم بتعليمه الناس، ليعبدوا الله وحده على بصيرة، فلا يؤخذ عليه أجر، ولا يكون حرفة يؤكل به حطام الدنيا، ويباع في الأسواق الرخيصة، وتقتل به الأوقات الثمينة، ويقدم للناس جسماً بلا روح، وإناءً بلا ماء، وألفاظاً بلا معنى.
فمتى يشد العبد ركائبه إلى الرحمن وقد أفسد الأعداء عليه نيته وأعماله وأوقاته؟.