للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبسبب ترك الدعوة إلى الله يزداد الكفر والشرك والبدع، ويكثر الخراب والفساد، وقد حرمنا الحزن على الكفار، ثم حرمنا الحزن على العصاة، ثم انتقلت إلينا صفات الكفار، ثم قام فينا من يدعو إليها، ويحمل الناس عليها، وذلك كله بسبب ترك الدعوة.

والكفار يعيشون في الدنيا عيشة البهائم، ويقضون أوقاتهم كالأنعام على حد سواء، ليس عليهم أمر ولا نهي، ولا حلال ولا حرام، ولا صلاة ولا صيام.

بل هم أضل من الأنعام، لأنهم لم يستعملوا ما وهبهم الله من العقول والأسماع والأبصار فيما خلقت له من عبادة الله كما قال سبحانه: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (١٧٩)} [الأعراف: ١٧٩].

وإذا كان الناس يعيشون على الهوى لا على الهدى فكم تكون المصائب؟

وكم يكون الاضطراب في العالم؟ .. وكم تفسد الحياة والأحياء؟.

فالهدى يوحد الحركات في العالم .. والهوى يحدث التصادم في العالم.

وإذا كان لكل إنسان هوى خاص فكم تكون الأهواء في العالم؟

وكيف تستقيم الحياة وكل يريد تحقيق هواه: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥٠)} [القصص: ٥٠].

والله تبارك وتعالى خلق الخلق ليعبدوه .. وركب فيهم العقول ليعرفوه .. وأسبغ عليهم نعمه ليشكروه .. وأرسل إليهم الرسول ليطيعوه .. وأنزل عليهم الكتاب ليتبعوه ..

فمتى يعرف الناس قدر هذه النعم؟ .. ومتى يدركون قيمة هذا التكريم لهم من ربهم؟ .. ومتى يشكرون من أنعم عليهم بجزيل النعم؟

{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (١٢)} [لقمان: ١٢].

والكفر موجب للعذاب والشقاء والخلود في النار يوم القيامة، وبحسب غلظ

<<  <  ج: ص:  >  >>