ومن خصائص الإلهية العبودية وهي: غاية الحب لله، مع غاية التعظيم له، والذل له.
فمن أعطى حبه وذله وخضوعه وتعظيمه لغير الله فقد شبهه به في خالص حقه سبحانه.
ومن خصائص الإلهية السجود، فمن سجد لغيره فقد شبه المخلوق به، وصرف له ما لا يستحقه.
وأما التشبه به: فمن تعاظم وتكبر ودعا الناس إلى مدحه وتعظيمه، والخضوع له، فقد تشبه بالله ونازعه في ربوبيته وإلهيته.
وما عبد أحد غير الله من الملائكة والكواكب .. والأصنام والأوثان، إلا وقعت عبادته للشيطان كما قال سبحانه: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٠) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١)} [يس: ٦٠، ٦١].
وقال إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - لأبيه: {يَاأَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (٤٤)} [مريم: ٤٤].
والله عزَّ وجلَّ كما أنه لا يرضى أن يكون معه آلهة أخرى يخلقون ويرزقون ويدبرون .. فإنه لا يرضى كذلك أن يكون معه آلهة أخرى يشرعون ويحللون ويحرمون .. ولا يرضى كذلك أن يكون معه آلهة أخرى يعبدون من دون الله.
فالشرك الأكبر:
مخرج من الملة .. ومحبط لجميع الأعمال .. مبيح للدم والمال .. وصاحبه مخلد في النار.
والشرك الأصغر:
ينقص التوحيد .. لكنه لا يخرج من الملة .. وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر .. يعاقب عليه صاحبه .. ولا يخلد في النار خلود الكفار.