إن دين الحق الذي لا يقبل الله ديناً غيره هو الإسلام، والإسلام لا يقوم إلا باتباع الله وحده في الشريعة، بعد الاعتقاد بألوهيته وحده، وتقديم الشعائر التعبدية له وحده لا شريك له.
فإذا اتبع الناس شريعة غير شريعة الله، صح فيهم ما صح في اليهود والنصارى .. من أنهم مشركون لا يؤمنون بالله.
لأن هذا الوصف يلحقهم بمجرد اتباعهم لتشريع العباد لهم من دون الله، بغير إنكار منهم، يثبت منه أنهم لا يتبعونهم إلا عن إكراه واقع بهم، لا طاقة لهم بدفعه.
فالدين يتجلى في ثلاثة أمور:
إيمان في القلب .. وأداء الشعائر التعبدية لله .. وتنفيذ الشرائع التي أنزلها الله لعباده.
والذين يعتقدون بألوهية الله سبحانه، ويقدمون له وحده الشعائر، ويتلقون الشرائع من غيره، هم مشركون بنص القرآن.
وهذا أخطر شيء على الدين، وهو من أفتك الأسلحة التي يحاربه بها أعداؤه،
(١) حسن: أخرجه الترمذي برقم (٣٠٩٥)، صحيح سنن الترمذي رقم (٢٤٧١).