فالقلب الصحيح السليم ليس بينه وبين قبول الحق ومحبته وإيثاره سوى إدراكه، فهو الإدراك للحق، ثم الانقياد له والقبول.
والقلب الميت القاسي لا يقبل الحق ولا ينقاد له.
والقلب المريض إن غلبت عليه صحته التحق بالقلب السليم، وإن غلب عليه مرضه التحق بالقلب الميت القاسي.
وكل ما يلقيه الشيطان في الأسماع من الألفاظ .. وفي القلوب من الشبه والشكوك .. فتنة لهذين القلبين .. وقوة للقلب الحي السليم .. لأنه يرد ذلك ويكرهه ويبغضه .. ويعلم أن الحق في خلافه.
ويستدل على معرفة ما في القلوب بحركة اللسان، فإن القلوب كالقدور تغلي بما فيها، وألسنتها مغارفها.
فالقلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل .. ومن الحقد والحسد .. ومن الشح والبخل .. ومن الكبر والعلو .. ومن حب الدنيا .. وحب الرياسة.
فسلم من كل آفة تبعده عن الله، وسلم من كل شبهة تعارض خبره، وسلم من كل شهوة تعارض أمره، وسلم من كل إرادة تزاحم مراده، وسلم من كل قاطع يقطع عن الله والدار الآخرة.
ولا تتم له سلامته مطلقًا حتى يسلم من خمسة أشياء:
من شرك يناقض التوحيد .. ومن بدعة تخالف السنة .. ومن شهوة تخالف الأمر .. ومن غفلة تناقض الذكر .. ومن هوى يناقض الإخلاص.