أحدها: قلوب مستجيبة للحق، فهذه بأرفع المنازل في الدنيا والآخرة.
الثاني: قلوب معرضة عن الحق، والإعراض مراتب:
فالإعراض مرتبة ... والتكذيب مرتبة فوقها .. ثم الاستهزاء مرتبة فوقها .. والمرتبة الأسوأ من ذلك هي الصد عنه كما قال الله سبحانه: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (٨٨)} [النحل: ٨٨].
والله جل جلاله جعل القلوب على ثلاثة أقسام:
مخبتة .. ومريضة .. وقاسية.
فالقلوب المخبتة: هي التي تنتفع بالقرآن، وتزكو به.
والإخبات: سكون الجوارح على وجه التواضع والخشوع لله.
ومن آثار الإخبات:
وجل القلوب لذكر الله سبحانه، والصبر على أقداره، والإخلاص في عبوديته، والإحسان إلى خلقه كما قال سبحانه: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (٣٤)} الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٣٥)} [الحج: ٣٤، ٣٥].
فالقلب المخبت ضد القاسي والمريض، وهو سبحانه الذي جعل بعض القلوب مخبتًا إليه، وبعضها قاسيًا، وجعل للقسوة آثارًا، وللإخبات آثارًا.
اما القلوب القاسية الحجرية، فهي التي لا تقبل ما يبث فيها، ولا ينطبع فيها الحق، ولا ترتسم فيها العلوم النافعة، ولا تلين لإعطاء الأعمال الصالحة.
فالقسوة يبس في القلب يمنعه من الانفعال، وغلظة تمنعه من التأثر بالنوازل، فلا يتأثر لغلظه وقساوته، لا لصبره واحتماله.
ومن آثار قسوة القلب:
تحريف الكلم عن مواضعه .. وعدم قبول الحق .. والصدّ عنه .. ونسيان ما ذكِّر