آفاتها، والأعمال ما لم تكن خالصة لله، نقية من الشوائب، قلما تنفع.
والمعجب يغتر بنفسه وبرأيه، ويأمن مكر الله وعذابه، ويظن أنه عند الله بمكان، وأن له عند الله منّة وحقًا بأعماله التي هي نعمة من نعمه.
ويخرجه العجب إلى أن يثني على نفسه ويحمدها ويزكيها، وإن أعجب بعلمه ورأيه وعقله منعه ذلك من الاستفادة، ومن الاستشارة والسؤال، فيستبد بنفسه ورأيه، ويستنكف عن سؤال من هو أعلم منه، ويستجهل غيره، ويصر على خطئه.
فإن كان في أمر دنيوي أخفق فيه، وإن كان في دين هلك به.
ومن أعظم آفات العجب أنه يفتر عن السعي، لظنه أنه قد فاز، وأنه قد استغنى، وهو الهلاك الصريح الذي لا شبهة فيه.
وعلاج العجب:
أن من أعجب ببدنه في جماله وهيئته .. وقوته وصحته .. وحسن صوته وصورته .. أن يعلم أن ذلك كله نعمة من الله تعالى عليه .. وواجب النعم الشكر للمنعم .. وأن يعلم أن النعم عرضة للزوال كالأنفس .. وعلاجه بما ذكرناه في الكبر .. وأن يعلم أن الوجوه الحسان .. والأبدان الناعمة سوف تتمزق في التراب .. وسوف تنتن في القبور حتى تستقذرها الطباع.
وعلاج العجب بالعقل والفطنة والذكاء.
أن يعلم أن ذلك نعمة من الله فليشكر الله عليها .. ويتفكر أنه بأدنى مرض يصيب دماغه يوسوس ويجن، ويضحك منه الخلق.
وعلاج العجب بالنسب الشريف.
أن يعلم أنه مهما خالف آباءه في أفعالهم وأخلاقهم، وظن أنه يلحق بهم فقد جهل، فليتشرف بما شرفوا به من الإيمان والأخلاق والتقوى.
ومن أعجب بكثرة العدد من الأولاد والخدم والغلمان والأنصار.
فعلاجه: أن يتفكر في ضعفه وضعفهم، وأنهم كلهم عبيد عجزة، لا يملكون