فلا بدَّ للعبد الضعيف العاجز .. الفقير المحتاج .. الظلوم الجهول .. الذي لا يستغني عن ربه طرفة عين أن يعرف ربه الذي يربيه بنعمه الظاهرة والباطنة، وأن يعرف إلهه ومعبوده الذي تكفل بكل ما يحتاجه العباد: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (١٨٦)} [البقرة: ١٨٦].
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْألُنِي فَأعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي، فَأغْفِرَ لَهُ» متفق عليه (١).
لا بدَّ لهذا العبد أن يعرف أن ربه هو القوي وحده؛ ليستعين به وحده.
ويعرف أن ربه هو الغني وحده؛ ليطلب منه وحده كل ما يحتاجه.
ويعرف أن ربه هو العفو وحده؛ فيطلب منه مسامحته.
ويعرف أن ربه هو الغفور وحده؛ ليطلب منه مغفرة ذنوبه.
ويعرف أن ربه هو الملك وحده؛ فيتوجه إليه بالطاعة والعبودية وحده.
ويعرف أن ربه هو الرحمن؛ ليطلب منه الرحمة.
ويعرف أن ربه هو اللطيف؛ ليسأله اللطف به.
ويعرف أن ربه هو الكريم؛ ليشكره على إحسانه وإنعامه.
ويعرف أن ربه هو العزيز؛ فيطلب منه أن يعزه في الدنيا والآخرة.
ويعرف أن ربه الكبير؛ ليكبره، وأنه العظيم؛ ليعظمه، وأنه الخالق؛ فيخصه بالعبادة وحده دون سواه.
ويعرف أن ربه العليم بكل شيء؛ فيسأله أن يعلمه، ويحذر من معصيته.
ويعرف أن ربه الحي القيوم؛ ليسأله أن يكلأه ويحفظه.
ويعرف أن ربه الرزاق؛ ليسأله أن يرزقه.
(١) متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (١١٤٥)، واللفظ له، ومسلم برقم (٧٥٨).