للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكيف لا يكون الخوف ذا فضيلة، وبه تحصل العفة والورع، والتقوى والمجاهدة، وهي الأعمال الفاضلة المحمودة التي تقرب إلى الله.

وليس الخوف بكثرة الذنوب، بل بصفاء القلوب، وكمال المعرفة بالله، فما أخطر الجهل، وما أعظم الغفلة؟

فلا قرب الرحيل ينبهنا .. ولا كثرة الذنوب تزعجنا .. ولا رؤية الخائفين تخوفنا .. ولا خطر الخاتمة يزعجنا .. ولا عظمة الجبار وقوة بطشه تزجرنا.

ونحن نخاف من يوم القيامة؛ لأننا لا ندري هل يعاملنا الله بعدله، أم يعاملنا بفضله؟ فنسأل الله أن يعاملنا بفضله لا بعدله، ولا ندري هل تكون أعمالنا مقبولة أو مردودة؟.

ولا ندري بم تواجهنا ملائكة الله؟

فأهل الإيمان: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (٧)} [الانسان: ٧].

والخائفون من الله درجات:

فمنهم من يخاف هيبة الوقوف بين يدي الله تعالى .. والخوف من المناقشة .. والخوف من النار .. أو حرمان الجنة .. أو الحجاب عن الله سبحانه وتعالى .. ومنهم من يغلب على قلبه خوف الموت قبل التوبة .. ومنهم من يغلب عليه خوف الاستدراج بالنعم .. أو خوف الميل عن الاستقامة .. ومنهم من يغلب عليه خوف سوء الخاتمة.

وأعلى من هذا خوف السابقة .. ومنهم من يخاف سكرات الموت وشدته .. أو سؤال منكر ونكير .. أو عذاب القبر.

ومنهم من يخاف كل ذلك أو بعضه بحسب قوة المعرفة واليقين وضعفهما. فالخوف نعمة من الله يسوق به عباده إلى المواظبة على العلم والعمل، لينالوا بهما رتبة القرب من الله تعالى.

ومن ثمرات الخوف:

<<  <  ج: ص:  >  >>