للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (١٥)} [الشورى: ١٥].

إنها القيادة الجديدة للبشرية جمعاء، القيادة الحازمة المستقيمة على منهج الله، تدعو إلى الله على بصيرة، وتستقيم على أمر الله دون انحراف، وتنأى عن الأهواء المنحرفة التي تهب من هنا وهناك.

إنها الرسالة السماوية الأخيرة التي جاء بها سيد الخلق لخير أمة أخرجت للناس، وأنزل عليها القرآن العظيم، وجعله مهيمناً على سائر الكتب قبله، فيه تبيان كل شيء، وتفصيل كل شيء.

فجاءت هذه الرسالة العامة المباركة لتعلن وحدة الرسالة، ووحدة الكتاب، ووحدة المنهج والطريق، وترد الإيمان إلى أصله الثابت، وترد البشرية كلها إلى ذلك الأصل الواحد: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٣٧) صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (١٣٨)} [البقرة: ١٣٧،١٣٨].

جاءت هذه الرسالة لتمضي في طريقها لا تتأثر بأهواء البشر، وجاءت لتهيمن فتحقق العدالة في الأرض، وجاءت لتوحد الطريق إلى الله كما هو في حقيقته موحد على مدى الرسالات، ليؤمن الناس بربهم، ويعبدونه لا يشركون به شيئاً كما قال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (٢٥)} [الأنبياء: ٢٥].

والله تبارك وتعالى بعث محمداً - صلى الله عليه وسلم - بالدين الكامل، وربى النبي - صلى الله عليه وسلم - الصحابة بهذا الدين، وأقام الجماعة المسلمة التي تهيمن وتقود البشرية بعد وفاته بهذا الدين، ولهذه الجماعة المختارة التي سوف تتحمل المسؤولية صفات وخصائص تكون بها صالحة للقيادة العملية للبشرية، وأهم هذه الصفات: الإيمان .. والتوكل على الله .. واجتناب كبائر الإثم والفواحش.

<<  <  ج: ص:  >  >>