والمغفرة عند الغضب .. والاستجابة لله ولرسوله .. وإقامة الصلاة .. والشورى الشاملة .. والإنفاق مما رزق الله .. والانتصار من البغي .. والعفو .. والإصلاح .. والتواصي بالحق.
هذه أهم مقومات الأمة المسلمة التي سوف تتحمل أمانة الدين بعد نبيها - صلى الله عليه وسلم - إلى يوم القيامة.
إن في هذه الأرض متاعاً جذاباً براقاً، وهناك أرزاق وأولاد، وشهوات ولذائذ، وجاه وسلطان، وهناك نعم آتاها الله لعباده في الأرض هبة خالصة من الكريم المنان، لا تتعلق بطاعة ولا معصية، ولكن هذا كله ليس له قيمة ثابتة باقية، إنما هو متاع زائل، متاع محدود الأجل، لا يرفع ولا يخفض، ولا يعد بذاته دليل كرامة عند الله أو مهانة، ولا يعتبر بذاته علامة رضاً من الله أو غضب: {فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٣٦)} [الشورى: ٣٦].
فما عند الله خير في ذاته، وأبقى في مدته، ومتاع الحياة الدنيا زهيد بالنسبة إلى ما عند الله في الآخرة، والعطاء في الدنيا والآخرة كله من عند الله، ومن فضله وإحسانه.
هذا ما يجب أن يعلمه الذين آمنوا، فعن طريق الإيمان بالله ينشأ الإدراك لحقيقة هذا الوجود، ومن ثم ينسق المسلم حركته مع حركة هذا الوجود الكبير سامعاً مطيعاً لربه، ولا ينحرف ولا يشذ عن طاعة ربه.
ويمضي مع الوجود كله إلى بارئ الوجود في طاعة وسلام واستسلام، وهذه الصفة لازمة لكل إنسان، ولكنها ألزم ما تكون للجماعة المسلمة التي تقود البشرية وتهديها إلى بارئ الوجود.
وقيمة الإيمان كذلك الطمأنينة النفسية، والثقة بالطريق، وعدم الحيرة أو التردد أو الخوف أو اليأس.
وهذه الصفات لازمة للأمة التي سوف تقود البشرية إلى ربها.