للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العالم؟ .. وكم مسلم في العالم؟ ..

وكم جاهل في العالم؟ .. وكم غافل في العالم؟ .. وكم ضال في العالم؟ .. وكم تائه في العالم؟ .. وكم محتار في العالم؟.

وكم مشرك في العالم؟ .. وكم مبتدع في العالم؟ .. وكم مطيع لله في العالم؟ .. وكم عاص لله في العالم؟ ..

وكم ظالمٍ في العالم؟ .. وكم من مظلوم في العالم؟ .. وكم من فاسق في العالم؟.

وكم داعٍ إلى الحق في العالم؟ .. وكم داعٍ إلى الباطل في العالم؟ .. إن هذه الأمم والشعوب والأفراد، والقارات والمدن والقرى، كلها تحتاج إلى رسالتين:

الأولى: (لا إله إلا الله) لإصلاح قلوبها بالإيمان واليقين والتوحيد.

الثانية: (محمد رسول الله) لإصلاح أبدانها وعباداتها ومعاملاتها ومعاشراتها وأخلاقها، فلا بدَّ من الحركة والقيام والجهد والتضحية والسير في الأرض لنعرف حجم المرض الكبير الذي تفشى في البشرية، وهو الشرك والكفر والمعاصي والفواحش، والإثم والبغي والظلم والفساد.

ثم نقوم فوراً بعلاج هذا الداء الذي عمَّ وطمَّ، بالدعوة إلى الله، ليعود الناس إلى ربهم، ويتوبوا إليه، ويؤمنوا به وحده لا شريك له.

فقد جاء الباطل في حياة الأمة لأنهم تركوا الدعوة إلى الله، فجاءهم من يدعوهم إلى الباطل، ويقول لهم إن السعادة والنفع والضر في المخلوقات والأشياء، وأن المخلوق يفعل ما يريد، وله أن يقضي حياته كالبهائم كيف شاء، وهذه دعوة الباطل، وهي توجب غضب الرب، وتمنع نزول النصر، وتسبب الشقاء، وتحول بين المرء والسعادة.

أما دعوة الحق فهي أن نعلم أن الله هو الخالق وحده، وهو الفعّال لما يشاء، وهو الذي بيده كل شيء، وما سواه مهما كان ليس بيده شيء، فله سبحانه الخلق والأمر وحده، لكن الله عزَّ وجلَّ يفعل من وراء الأسباب.

فذاته وقدرته سبحانه مغيبة وراء الأسباب ابتلاء وامتحاناً، وبسبب ضعف

<<  <  ج: ص:  >  >>