للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحتى يأتي فينا فكر الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأعماله، لا بدَّ أن نفكر دائماً في كل وقت في هداية أنفسنا .. وأهلنا .. وعشيرتنا .. وقومنا .. وقريتنا .. ومملكتنا .. والناس .. والعالم .. ونقوم بالدعوة .. وندعو الله لنا ولغيرنا بالهداية.

وهذا كما أنه وظيفتنا ومسؤوليتنا فبه يزيد إيماننا، وتزداد أعمالنا، ويزيد أجرنا وثوابنا، وبه تكون عزتنا ونصرتنا: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (٦٩)} [العنكبوت: ٦٩].

فهذه الثمانية تبدأ بالنفس، وتنتهي بالعالم، وعلى قدر النية يكون الثواب والأجر، فإنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى.

وحتى يزداد الفكر والهم والعمل لا ننظر كم عملنا؟ بل ننظر كم لم نعمل مما نستطيع؟.

ولا ننظر كم قام بالدعوة والتعليم والعبادة؟. بل ننظر كم لم يقم بذلك من الناس؟.

ولا ننظر كم اهتدى؟، بل ننظر كم لم يهتدِ؟ كم لم يتب؟.

وحتى يقبلنا الله ويستخدمنا لدينه لا بدَّ أن نخرج من مراد النفوس إلى مراد الملك القدوس .. ومن دائرة الأقوال إلى دائرة الأعمال .. ومن اليقين على المخلوق إلى اليقين على الخالق .. ومن العادات والتقاليد إلى السنن والآداب الإسلامية .. ومن حب الأموال والأشياء إلى حب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - .. وحب الإيمان والأعمال الصالحة .. ومن جهد الدنيا إلى جهد الدين وجهد المرسلين .. ومن الدعوة إلى الأموال والأشياء إلى الدعوة إلى الإيمان والأعمال.

وإذا تغير الفكر، تغير العمل، وتغيرت النتائج: {أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٩) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢٠)} [السجدة: ١٩،٢٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>