للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (٣١) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (٣٢)} [فصلت: ٣٠ - ٣٢].

والله الذي يؤمر الخلق بالاستسلام له، هو الذي خلق السموات والأرض، والذي يخلق يملك ويحكم، فلماذا لا يستجيبون له وهم يعلمون أنه لا شريك له؟.

{وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (١٢٥)} [النساء: ١٢٥].

والله سبحانه القادر على كل شيء .. ومشيئته مطلقة في الخلق والإبداع .. وفي التغيير والتبديل .. وفي التصريف والتدبير .. وقوله الحق سواء في القول الذي يقول به للخلق كن فيكون .. أو في القول الذي يأمر به بالاستسلام له وحده .. أو في القول الذي يخبر به عن الماضي والحاضر والمستقبل .. أو القول الذي يخبر به عن الخلق والنشأة .. أو في القول الذي يخبر به عن نفسه وأسمائه وصفاته وأفعاله.

قوله الحق في هذا كله، وهو سبحانه خالق كل شيء: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (٧٣)} [الأنعام: ٧٣].

فهذا الرب .. وهذا الإله .. وهذا الملك .. وهذا القوي.

أولى أن يستسلم له وحده من يشركون به ما لا ينفع ولا يضر من خلقه، ومن يتبعون قول غيره.

وهو سبحانه عليم بكل شيء، يعلم الغيب المحجوب كما يعلم هذا الكون المشهود، عالم الغيب والشهادة، الذي لا تخفى عليه خافية من أمر العباد، ولا يند عنه شأن من شؤونهم.

فأولى لهم أن يسلموا له، ويعبدوه، ويتقوه.

وهو سبحانه الحكيم الخبير الذي يصرف أمر الكون الذي خلقه، وأمور العباد

<<  <  ج: ص:  >  >>