للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسخطه وما يبغضه من الأقوال والأعمال .. وعدم الرضا بقضائه .. وضيق المعيشة .. والضلالة .. ونسيان ذكره .. والقعود عن طاعته .. وبعد الملائكة عنه .. واقتران الشياطين به .. والدعوة إلى كل شر ..

وأما عقوبة الله الآجلة على المعاصي يوم القيامة فأنواع:

أحدها: العذاب الجسدي في نار جهنم بألوان العذاب من الإحراق بالنار، وأكل الزقوم، وشرب الماء الحميم، وضرب المقامع، وقيد السلاسل وغير ذلك من ألوان العذاب.

الثاني: العذاب الروحاني بالطرد والإهانة، واللعن والإعراض عنه.

الثالث: غضب الله عليه، ومنعه من رؤيته، وهما أشد أنواع العذاب كما قال سبحانه، عن الكفار: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (١٥) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (١٦)} [المطففين: ١٥ - ١٦].

وما أحسن محسن من مسلم وكافر إلا أثابه الله في الدنيا والآخرة.

أما المسلم فله السعادة في الدنيا، وله الجنة في الآخرة.

وأما الكافر فإن كان قد وصل رحماً، أو تصدق بصدقة، أو عمل حسنة، أثابه الله تعالى في الدنيا المال والولد والصحة ونحو ذلك حتى يلقى الله وليس له حسنة واحدة؛ لأن ما فعله من خير جوزي به في الدنيا.

وأما إثابة الكافر في الآخرة فعذاب دون عذاب، فعذاب من كفر ولم يؤذ المسلمين ليس كعذاب من كفر وصد عن سبيل الله كما قال سبحانه: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (٨٨)} [النحل: ٨٨].

وقد أرسل الله عزَّ وجلَّ الرسل لهداية الناس، فمن آمن بهم وأطاعهم سعد في الدنيا والآخرة، ومن عصاهم شقى في الدنيا والآخرة.

وقد عرض الله عزَّ وجلَّ في كتابه صوراً من صور العذاب الذي وقع بالأمم السابقة الذين كذبوا رسله، فنصر سبحانه أولياءه، وأهلك أعداءه: فمنهم من

<<  <  ج: ص:  >  >>