للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (٣١)} [الرعد: ٣١].

والجرائم في الشريعة الإسلامية لها عقوبات تسمى الحدود كالقصاص، والقطع في السرقة، والرجم أو الجلد في الزنا، والجلد في القذف وشرب الخمر ونحوها.

أما عقوبة ترك الدعوة فهي الاستبدال كما قال سبحانه: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (٣٨)} [محمد: ٣٨].

وكما أن الله لم يستثن أحداً من الخيرية، كذلك لم يستثن أحداً من المسئولية، والدعوة ليست عملاً اكتسابياً، بل هي عمل اجتبائي من الخالق، وبعد الاجتباء تأتي المسئولية كما قال سبحانه لموسى: {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (١٣)} [طه: ١٣].

وقد اجتبى الله هذه الأمة كما اجتبى الأنبياء كما قال سبحانه: {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٧٨)} ... [الحج: ٧٨].

والملوك إذا تعرضوا للدين سُلبوا ملكهم، وذلوا بعد عزهم، كما حصل لفرعون حين استكبر وعارض موسى أهلكه الله، وكما حصل لكسرى حين مزق كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مزق الله ملكه.

وقد أرسل الله الأنبياء السابقين إلى أممهم، وعاقب من خالفهم بعذاب الاستئصال كقوم نوح وهود، وقوم صالح وقوم لوط وغيرهم.

والسبب في تأخر عذاب الاستئصال عن هذه الأمة، أن ذلك العذاب مشروط بشرطين:

الأول: أن عند الله حداً من الكفر مَنْ بلغه عذبه، ومن لم يبلغه لم يعذبه.

الثاني: أن الله لا يعذب قوماً حتى يعلم أن أحداً منهم لا يؤمن.

فإذا حصل الشرطان أمر الله الأنبياء أن يدعو على أممهم، فإذا دعوا وشكوا إليه

<<  <  ج: ص:  >  >>