للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يقنعهم هذا القول في رب السموات والأرض حتى اتفقوا بأسرهم على أن اليهود أخذوه، وساقوه بينهم ذليلاً مقهوراً، ثم صلبوه وطعنوه بالحربة حتى مات، ثم دفنوه، وأقام تحت التراب ثلاثة أيام، ثم قام من قبره إلى السماء.

فأين عقول هؤلاء؟.

كيف كان حال هذا العالم العلوي والسفلي في هذه الأيام الثلاثة؟.

ومن كان يدبر أمر السموات والأرض وما فيهما في تلك الأيام؟.

ومن الذي خلف الرب سبحانه في تلك المدة؟.

ومن الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض والإله مدفون في قبره؟.

وكيف تمكن المخلوق من قتل الإله وصلبه ودفنه؟.

ثم أي قبر يسع إله السموات والأرض، وهو الملك القدوس الكبير المتعال؟.

وكيف تحمَّل هذا الإله الذنوب والخطايا عن البشر فليفعلوا ما شاءوا؟.

وكيف تستقر حياة الناس بلا أمر ولا نهي، ولا ثواب ولا عقاب؟.

سبحانك هذا بهتان عظيم: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (٨٩) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (٩٠) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (٩١) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (٩٢) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (٩٣)} [مريم: ٨٩ - ٩٣].

فهل يليق بعاقل أن يسمع لهؤلاء؟.

وهل يليق بأمة حرفت دينها، وافترت على الله الكذب أن يقتدي العاقل بها، أو يدخل في دينها؟.

وكيف يقتدي الإنسان ويهتدي بأمة حرفت وبدلت كتاب الله وشرعه، ولعنها الله وغضب عليها؟.

{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (٧٨) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>