كالفراش المبثوث .. يوم تذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت .. وتضع كل ذات حمل حملها: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (٢)} [الحج: ٢].
يومٌ لا يُسأل أحد عن ذنبه من إنس ولا جان، ولا يُسأل فيه عن ذنوبهم المجرمون، بل يؤخذ فيه بالنواصي والأقدام: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (٣٠)} [آل عمران: ٣٠].
يوم تعلم فيه كل نفس ما قدمت وأخرت.
والناس بعد هذه الأهوال يساقون إلى الصراط، وهو جسر ممدود على متن جهنم.
فتأمل حالك أمامه .. وما يحل بك من الفزع إذا رأيت الصراط ودقته .. ثم وقع بصرك على سواد جهنم من تحته .. والناس يتعاوون فيها ويبكون .. ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها .. وقد كلفت أن تمشي على الصراط مع ضعف حالك .. واضطراب قلبك .. وتزلزل قدمك .. وثقل ظهرك بالأوزار والذنوب.
فكيف حالك عند عبور الصراط .. وأنت ترى الخلائق بين يديك يزلون ويتعثرون .. وتتناولهم زبانية النار بالكلاليب والخطاطيف .. وأنت تراهم ينتكسون على وجوههم في النار .. وتعلو أرجلهم .. والنار تغلي بهم .. تشوي وجوههم .. وتحرق أجسادهم .. وتقطع أمعاءهم.
فيا له من منظر ما أفظعه .. ومرتقى ما أصعبه .. ومجاز ما أضيقه .. وهول ما أفزعه.
فانظر إلى حالك وأنت تعبر الصراط وتزحف عليه .. وأنت مثقل الظهر بأوزارك .. تلتفت يميناً وشمالاً إلى الخلق وهم يتهافتون في النار.
والزعقات بالويل والثبور قد ارتفعت إليك من قعر جهنم، لكثرة من زل عن