للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَالَ غَيره: الهواهي: ضرُوبٌ من السّير وَأنْشد:

تغالَتْ يداها بالنَّجاء وتنتحي

هواهي من سَيرٍ وعُرْضَتها الصَّبْرُ

تغالت: ارْتَفَعت. وتنتحي: تعتمد، وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن الحرانيّ عَن ابْن السّكيت قَالَ: رجل هَواهِيَة وهَوهاءةٌ، إِذا كَانَ منخوب الْفُؤَاد قَالَ: وأصل الهوهاءة الْبِئْر الَّتِي لَا متعلَّق لَهَا وَلَا مَوضِع لرِجْلِ نازِلها لبعد جَالَيْها.

وَيُقَال: سمعتُ لأذُني هَوِيَّاً، أَي دَوِيّاً، وَقد هَوَتْ أذُنه تهوِي.

والمُهاوَاة: السّير الشَّديد، يُقَال: هاوَتْ بِي الناقةُ مُهاواةً.

وَقَالَ ذُو الرمة:

وكائِنْ بِنَا هاوِينَ من بطن هَوْجَلٍ

وظَلْماء والهِلْبَاجَة الجِبْسُ راقِدُ

وَيُقَال: هاوَيتُ القومَ فِي السّير، أَي سِرْتُ مثلَ سيرِهم.

وَقَالَ ذُو الرمة:

فَلم تستَطِع مَيٌّ مُهَاواتَنَا السُّرَى

وَلَا لَيلُ عبسٍ فِي البُرِينَ سوامِي

أَبُو عبيد عَن الكسائيّ: هاوأتُ الرجلَ وهاوَيْتُه فِي بَاب مَا يُهمز وَلَا يُهمز.

قَالَ: ودَارأته ودارَيته، يُهمز وَلَا يُهمز.

وَقَالَ الأصمعيّ: الهَوِيَّةُ: بِئْر بعيدةُ المَهْواة.

قَالَ الشماخ:

وَلما رأيتُ الأمرَ عرْشَ هَوِيّةٍ

تَسَلَّيْتُ حاجاتِ الْفُؤَاد بِشَمَّرا

أَرَادَ لما رأيتُني كأنني مُشرِف على هَلَكة مضيتُ وَلم أُقِم. وشمّر: اسْم ناقَةٍ أَي ركبتُها ومضيتُ.

وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الهُوَّة ذاهبةٌ فِي الأَرْض بعيدةُ القَعْر مثل الدَّحْل، غير أنّ لَهُ أَلجافاً، والجماعةُ الهُوُّ، ورأسُها مثلُ رأسِ الرّحْل.

وَقَالَ الأصمعيّ: هُوَّة وهُوًى.

وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الهُوَّة: البئرُ.

وَقيل: الهُوّة: الحُفرة الْبَعِيدَة القَعْر، وَهِي المَهواة.

وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الرِّوَايَة (عَرْشَ هُوِيّة) أَرَادَ أَهوية فَلَمَّا سَقَطت الهمزةُ رُدَّت الضمةُ إِلَى الْهَاء، الْمَعْنى لما رأيتُ الْأَمر مُشرفاً على الفَوْت مضيْتُ وَلم أُقِمْ.

اللحيانيّ: رجلٌ هَأْهأ وهاهاء، من الضَّحِك، وَأنْشد:

يَا رُبَّ بيضَاء من العَواسِج

هَأْهَاءَةٍ ذاتِ جَبينٍ سارِجِ

أَي حَسَنٍ، اشتقاقُه من السِّراج.

عَمْرو عَن أَبِيه: الهَأْهاء: دُعاءُ الْإِبِل إِلَى العَلَف، وَهُوَ زَجر الكلْب وإشْلاؤُه، وَهِي الضحك العالي.

قَالَ: وهاهَيْتُ الكلابَ: زجرتُها، وَأنْشد:

أَرَى شَعَرات على حاجِبَيْ

يَ بِيضاً نَبَتْن جَمِيعًا تُؤاما

ظلِلتُ أُهَاهِي بهنّ الْكلاب

أحسَبهنّ صِواراً قيَاما

<<  <  ج: ص:  >  >>