للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الطّلَق بفَتح اللَّام.

وَقَالَ الأصْمعي طَلَقَتِ الإبلُ، فَهِيَ تَطْلُق طَلَقا، وَذَلِكَ إِذا كَانَ بَينهَا وبيْنَ الماءِ يومانِ، فاليومُ الأول: الطَّلَقُ، وَالثَّانِي: القَرَبُ، وَقد أطْلَقَها صاحِبُها إطْلاقَاً.

وروى أَبُو عبيدٍ عَنهُ، قالَ: إِذا خَلَّى وُجُوهَ الإبلِ إِلَى الماءِ وتَرَكَها فِي ذلِكَ تَرْعى لَيْلَتَئِذٍ فهيَ ليلةُ الطّلْقِ، فَإنْ كانَتْ الليلةُ الثانِيَةُ، فَهِيَ لَيْلَةُ القرَبِ، وَهِي السَّوْقُ الشديدُ.

أَبُو نصرٍ عَن الأصمعيّ. يقالُ لِضَرْبٍ من الدّوَاءِ، أَو نَبْتٍ، طَلَقٌ مُتَحرِّك ويقالُ للإنْسَانِ، إِذا عَتَقَ. طَلِيقٌ، أيْ إِذا صَار حُرّاً، وَيُقَال للسَّليمِ، إِذا لُدِغَ. قد طُلّقَ، وذلكَ حينَ ترْجعُ إليْهِ نفسُهُ، وَأنشد:

كَمَا تَعْتَري الأَهْوالُ رأسَ المُطَلّقِ

وَقَالَ النَّابِغَة (يَذْكُرُ حَيَّةً) :

تَنَاذَرَهَا الرَّاقُونَ من سُوْءِ سُمِّها

تُطَلِّقُهُ حِيْناً، وحِيْناً تُرَاجِعُ

قالَ: والطَّلَقُ مُتَحَرِّك قَيْدٌ من جُلُودٍ، وجَمْعهُ. الأطْلَاقُ وبَعِيرٌ طُلُقٌ، لَا قَيْدَ عَلَيْهِ والجميعُ. أطْلاقُ، وَأنْشد:

تَقَاذَفْنَ أطلاقاً وَقارَبَ خَطْوَهُ

عَنِ الذَّوْدِ تَقْرِيبٌ وَهُنَّ حَبَائِبُهُ

أَبُو عُبَيْدٍ عَن أبي عَمْروٍ. لَيْلَة طَلْقٌ، وَهِي الَّتِي لَا بَرْدَ فِيهَا، وأنْشَدَ لأوس بن حَجَر:

خُذِلْتُ عَلَى لَيْلَةٍ سَاهِرَهْ

فَلَيْسَتْ بِطَلْقٍ وَلَا سَاكِرَهْ

وأخْبَرَني الإياديّ عَن شمر: يومٌ طَلْقٌ ولَيْلَةٌ طَلْقَةٌ لَا حَرَّ فِيهَا وَلَا بَرْدَ، وَلَا مَطَرٌ، وليالٍ طَلْقاتٌ، وطَوَالِقُ.

وقالَ أَبُو الدُّقَيْشِ. إِنَّها لطَلْقَةُ السَّاعَةَ، وَقَالَ الرّاعي:

فَلَمَّا عَلَتْهُ الشَّمْسُ فِي يَوْمِ طَلْقَةٍ

يريدُ: يومَ لَيْلَةٍ طَلْقَةٍ، ليسَ فِيهَا قُرٌّ وَلَا رِيْحٌ. يُرِيدُ يَوْمَها الَّذي بَعْدَها، والعَرَبُ تبدأ باللَّيْلِ قَبْلَ اليَوْمِ. وَقَالَ أَبُو الهيْثَم وأَخْبَرَني عَنهُ المُنْذِري، فِي قولِ الرَّاعي، وَفِي بَيت آخَرَ أنشَدَه لذِي الرُّمَّة:

لَهَا سُنَّةٌ كالشَّمْسِ فِي يَوْمِ طَلْقَةٍ

قالَ: العَرَبُ تُضِيفُ الإسمَ إِلَى نَعْتِهِ.

قالَ: وَزَادُوا فِي الطَّلْق. الهاءَ، للمُبَالَغَةِ فِي الوصْف، كَمَا قَالُوا. رَجُلٌ دَاهِيَةٌ. قالَ ويقالُ: لَيْلَةٌ طلْقٌ بِغَيْر هَاء وَأنْشَدَ بَيْتَ لَبِيدٍ:

بَلْ أَنْتِ لَا تَدْرِيْنَ كَمْ مِنْ لَيْلَةٍ

طَلْقٍ لَذِيْذٍ لَهْوُهَا وَنِدَامُهَا

وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَالُ: يَوْمٌ طَلْقٌ، ولَيْلَةٌ، أيْ: سَهْلَة، طَيِّبَة، لَا بَرْدَ فِيهَا، قَالَ: ويُقَالُ: لَيْلَةٌ طُلْقٌ بِغَيْر هَاء وأَنْشَدَ بَيْتَ لَبِيدٍ:

بَلْ أَنتِ لَا تَدْرِينَ كَمْ مِنْ لَيْلَةٍ

طَلْقٍ لَذِيذٍ لَهْوُهَا وَنِدَامها

<<  <  ج: ص:  >  >>