للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إِذا أُفِنَت أَرْوى عِيالَك أَفْنُها

وَإِن حُيِّنتْ أَرْبى على الوَطْب حِينُها

والتَّحْيين: أَن تُحْلب فِي كل يَوْم وَلَيْلَة مرّة وَاحِدَة.

قلت: وَمن هَذَا قيل للأحمق: مأفون، كَأَنَّهُ نُزع عَنهُ عَقْلُه كُلّه.

ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأفْن: نَقْص اللَّبَن.

ويُقال: مَا فِي فلانٍ آفِنةٌ، أَي خَصْلة تَأْفِن عَقْله؛ وَقَالَ الكُمَيْت يمدح زِيَاد بن مَعْقِل الأسَدِيّ:

مَا حَوَّلَتْك عَن اسْم الصِّدْق آفِنَةٌ

من العُيُوب وَمَا نَبّرْت بالسَّبَبِ

يَقُول: مَا حوَّلتك عَن الزِّيَادَة خصْلَة تنْقُصك، وَكَانَ اسْمه زياداً.

أَبُو زيد: أُفِن الرجلُ يُؤْفَن أفْناً، فَهُوَ مَأفون، وَهُوَ الَّذِي لَا خَيْر فِيهِ.

أنف: اللَّيْث: الأَنْف، مَعْرُوف. وَجمعه: أُنوف.

ورَجلَ حَمِيّ الأنْف، إِذا كَانَ أنِفاً يَأَنَف أَن يُضَام.

وَقد أَنِف يَأْنَف أَنَفاً وأَنَفَةً.

وَفِي الحَدِيث: كالجَمل الأنِف.

قَالَ أَبُو عُبيد: هُوَ الَّذِي عَقر أنْفَه الخِطَامُ.

وَإِن كَانَ من خِشَاش أَو بُرَة أَو خِزَامة فِي أَنفه، فَهُوَ لَا يَمْتنع على قائده فِي شَيْء، للوَجع الَّذِي بِهِ.

قَالَ: وَكَانَ الأَصْل فِي هَذَا أَن يُقال لَهُ: مأنُوف، لِأَنَّهُ مَفْعول بِهِ.

كَمَا يُقَال: مَصْدور ومَبْطون، للَّذي يَشتكي صَدْره أوْ بَطْنه.

قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: الأنِفُ: الذَّلُول.

وَلَا أرى أصْله إِلَّا من هَذَا.

الفَرّاء: أنَفْت الرَّجُلَ: ضربتُ أنْفَه.

وأَنَفه الماءُ، إِذا بَلَغ أنْفَه.

وَقَالَ بعض الكِلابيّين: أنِفَت الإبلُ، إِذا وَقع الذُّبَابُ على أُنوفها وطَلَبت أماكِنَ لم تكن تَطْلُبها قبل ذَلِك.

وَهُوَ الأنَفُ، والأنفُ يُؤْذيها بالنَّهار؛ وَقَالَ مَعْقِل بن رَيْحان:

وقَرِّبُوا كُلّ مَهْري ودَوسَرَةٍ

كالفَحْلِ يَقْدَعُها التَّفْقِيرُ والأنَفُ

وَقد أنِف البَعِيرُ الكَلأ، إِذا أجَمَه.

وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة، والناقة وَالْفرس، تَأَنَف فَحْلَها، إِذا تبيّن حَمْلُها فكرهَتْه؛ وَقَالَ رُؤْبة:

<<  <  ج: ص:  >  >>