بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١)
الحمد - لله (٢) حمدًا لا ينفد (٣). أفضل ما ينبغي أن يحمد (٤). وصلى الله (٥) وسلم (٦) على أفضل المصطفين محمد (٧)، وعلى آله (٨) وأصحابه (٩) ومن تعبد (١٠)
(١) (بسم الله إلخ) ابتدأ بها تأسيًا بالكتاب العزيز، وعملًا بحديث "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بسم الله فهو أبتر" ناقص البركة. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقتصر عليها في مراسلاته كما في كتابه لهرقل عظيم الروم. وقدم الرحمن على الرحيم لأن معناه المنعم الحقيقي البالغ في الرحمة غايتها وذلك لا يصدق على غيره. والرحيم ذو الرأفة بالمؤمنين.
(٢) (الحمد) الثناء بالصفات الجميلة والأفعال الحسنة، سواء كان في مقابلة نعمة أم لا، قال الشيخ: الحمد ضد الذم، والحمد يكون على محاسن المحمود مع المحبة له، كما أن الذم يكون على مساوئه مع البغض له. وكذا قال ابنِ القيم. وفرق بينه وبين المدح بأن الإخبار عن محاسن الغير إما أن يكون إخبارًا مجردًا عن حب وإرادة، أو مفرطًا بحبه وإرادته، فإن كان الثاني فهو الحمد.
(٣) (لا ينفد) بالدال المهملة أي لا يفرغ.
(٤) (أن يحمد) أي يثنى عليه ويوصف. وأفضل منصوب على أنه بدل من حمدا أو صفة أو حال منه.
(٥) (وصلى الله) قال الزهري: معنى الصلاة من الله الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، ومن الآدميين الدعاء.
(٦) (وسلم) من السلام بمعنى التحية، أو السلامة من النقائص والرذائل، أو الأمان. والصلاة عليه مستحبة تتأكد يوم الجمعة وليلتها وكذا كلما ذكر.
(٧) (أفضل المصطفين محمد) بلا شك لقوله. عليه الصلاة والسلام "أنا سيد ولده آدم ولا فخر" وخص ببعثه إلى الناس كافة، وبالشفاعة، والأنبياء تحت لوائه.
(٨) (آله) أتباعه على ذينه، نص عليه أحمد، وفي رواية "أهل بيته " وأفضل أهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين لأنه أدار عليهم الكساء وخصهم بالدعاء قاله الشيخ.
(٩) (وأصحابه) الصحابي من اجتمع بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أو رآه ولو ساعة وآمن به ومات على ذلك.
(١٠) (تعبد) عبد الله وحده، والعبادة ما أمر به شرعًا من غير اطراد عرفي ولا اقتضاء عقلى.
وقيل: كمال الحب مع كمال الخضوع.