للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورحمة بقوله تعالى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ} ١، وذلك في غزوة المريسع١, في قصة عقد عائشة الذي ضاع وأقاموا يبحثون عنه على غير ماء, وليس معهم ماء كما في الصحيح٢، والتحقيق عند أهل الأصول أن التيمم إن كان لفقد الماء فليس برخصة؛ لأنه لم يكن الوضوء قط واجبًا في تلك الحالة فرخص في تركه، بل ثبت في مسلم أنهم صلوا بدون وضوء, وما ثبت أمرهم بالإعادة٣، وقول عمار بن ياسر في حديث أبي داود٤ إنه رخصة مجاز، نعم إن كان لمرض فهو رخصة.

وما وقفت على حديث قط فيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تيمَّمَ لمرض, ولا التصريح في حديث أنه تيمَّم لجنابة، نعم أفتى لأصحابه بالتيمم لها -صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت تيممه في حديث عائشة في الصحيح٥، وهو حديث عمار بن ياسر في أبي داود٦، وفي حديث ابن عباس عند أحمد والطبراني٧، وفي حديث ابن عمر عند أبي داود والدراقطني٨، وهو حديث البخاري عن أبي جهيم في التيمم لرد السلام٩، فهي ثلاث مرات, وإن تعدد رواتها ومخرجوها.


١ المائدة: ٦.
٢ قال المؤلف -رحمه الله: المريسيع -بضم الميم وفتح الراء وبعد الياء الساكنة سين مهملة ممدودة بالكسر وأخره عين مهملة- اسم موضوع بالحجاز.
٣ حديث عائشة في فرض التيمم رواه الجماعة إلّا الترمذي: البخاري "١/ ٨٧"، ومسلم "١/ ١٩١"، وأبو داود "١/ ٨٦"، والنسائي "٢/ ٢٣٣"، وابن ماجه "١/ ١٨٨".
٤ مسلم "١/ ١٩٢".
٥ انظر تخريجه في "الفقرة/ ٢".
٧ أبو داود "١/ ٨٦".
٨ أحمد "٥/ الحديث رقم ٣٢٦٢". ط. دار المعارف. وفي "٤/ رقم ٢٣٩٦"، وفي مجمع الزوائد "١/ ٢٦٣".
٩ في الطبعة المغربية "أبي الجهضم" وصوابه ما أثبتناه، والحديث في البخاري في التيمم لرد السلام "١/ ٨٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>