للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفقه الأكبر]

وممن دوَّن في هذا العصر الإمام أبو حنيفة النعمان، ألَّف كتابه الفقه الأكبر, ولا شك أنه سبق الإمام مالكًا، غير أن كتابه الفقه الأكبر وإن كان عظيمًا حتى قيل: إنه حوى ستين ألف مسألة، وقيل أكثر, لكن اختفلوا هل تصحّ نسبته إليه, أو هو من تأليف أصحابه، ولم يقع له من الإقبال وتواتر الرواية والقبول ما وقع لموطأ مالك، على أنه لم يذكره في كشف الظنون مع أنه حنفي المذهب، وإنما ذكر له الفقه الأكبر الموضوع في علم الكلام، وهذا قد طبع في حيدر أباد الدكن بالهند سنة "١٣٢١", فيه صفحات "٤" فقط من الرباعي, وليس فيه فقه, وإنما هو عقيدة سلفية، شرحه المغنيساوي١، وأصغر منه فقه آخر أكبر له، وعليه شرح منسوب للإمام الماتريدي٢, المتوفى سنة "٣٣٢", ولا أظن هذه النسبة صحيحة؛ لأنه يحتج على الأشعرية ولهم، ولم يمت الأشعري إلا سنة "٣٣٢" أو "٣٣٤", وطبع شرح آخر على الأول لعلي بن سلطان٣ في مصر سنة "١٣٢١", وتوجد وصية منسوبة لأبي حنيفة مطبوعة مع شرحها لملا حسين الحنفي٤ في حيدر أباد الدكن بالهند سنة "١٣٢١"، وهي عقيدة أيضًا صغيرة، كما أن مسنده صغيرًا أيضًا, كما يعلم بالوقوف عليه, ولم تصح نسبته إليه أيضًا, كما يأتي في ترجمته.


١ هو أحمد بن محمد المغنيساوي، انظر بروكلمان "٣/ ٢٣٨".
٢ هو محمد بن محمد بن محمود أبو منصور الماتريدي، الجواهر المضية "٢/ ١٣٠".
٣ علي بن سلطان بن محمد القاري، له ترجمة في البدر الطالع للشوكاني "١/ ٤٤٥".
٤ هو حسين بن إسكندر الرومي, ت سنة ١٠٨٤هـ تقريبًا، هدية العارفين المجلد الأول "٣٢٣"، واسم شرحه: الجواهر المنفية في شرح وصية أبي حنيفة، أو الجوهرة المغنية، انظر بروكلمان "٣/ ٢٤٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>