للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[صناعة التوثيق في العهد النبوي]

غير خفي أن التوثيق من مستتبعات الفقه، وهاك مثالًا مما كان عليه التوثيق في العهد النبوي:

روى الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن الجارود، وابن منده بإسناد حسن١، ولفظ ابن ماجه: حدثنا محمد بن بشار, حدثنا عبّاد بن ليث صاحب الكرابيسي, حدثنا عبد المجيد بن وهب قال: قال لي العداد بن خالد بن هوذة: ألا نقرئك كتابًا كتبه لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت: بلى، فأخرج لي كتابًا فإذا فيه: $"هذا ما اشترى العداء بن خالد بن هوذة من محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم, اشترى منه عبدًا أو أمة، لا داء، ولا غائلة، ولا خبئة, بيع المسلم للمسلم" وأورده أبو الحسن الطوسي٢ في الأحكام، و"الغائلة": قال سعيد بن أبي عروبة٣: الإباق والسرقة والزنا: "الخبثة" بكسر الخاء وبالمثلثة هو: أن يكون من قوم لا يحل سبيهم, وقيل: سوء الخلق، وقوله: "بيع المسلم" الأشهر فيه النصب أي كبيع المسلم.

وفي أبي داود٤: عن يحيى بن سعيد عن صدقة عمر بن الخطاب قال: نسخها في عبد الحميد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب٥: "بسم الله الرحمن


١ خبر كتاب العداء بن خالد بن هوذة: أخرجه البخاري تعليقًا في البيع "٣/ ٧٦"، والترمذي "٣/ ٥١١"، وابن ماجه "٢/ ٧٥٦:، وليس في النسائي.
٢ لم أعرفه.
٣ اسم مهران اليشكري مولاهم أبو النضر البصري الحافظ العلم, أخذ عن الحسن والنصر بن أنس حديثًًا واحدًا, وأبي التياح ومطر الوراق، ت سنة ١٥٦ هـ. خلاصة الخزرجي ١٤١.
٤ أبو داود في الوصايا "٣/ ١١٧".
٥ في السنن عبد الحميد بن عبد الله بن عمر، وقال الخزرجي في الخلاصة، عبد الحميد بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر المدني, روى كتاب صدقات عمر. خلاصة الخزرجي ٢٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>