للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من ألفوا في عصر مالك]

وقد ألف في عصر مالك الإمام عبد الملك بن جريح١ بمكة، والأوزاعي٢ بالشام، وسفيان الثوري٣ بالكوفة، وحمّاد بن سلمة بالبصرة, وهشيم٤ بواسط، ومعمر٥ باليمن، وابن المبارك٦ بخراسان، وجرير بن عبد الحميد بالريّ، وكل هؤلاء في عصر واحد, فلا يُدرى أيهم أسبق، ثم تلاهم كثير من أهل عصرهم في النسج على منوالهم، وقال أبو طالب٧ في القوت: إن هذه الكتب حادثة بعد سنة عشرين أو ثلاثين ومائة، ويقال: أول من صنَّف ابن جريح بمكة في الآثار وحروف من التفسير, ثم معمر باليمن، ثم الموطأ بالمدينة، ثم ابن عيينة٨ الجامع والتفسير في أحرف من علم القرآن, وفي الأحاديث المتفرقة، وجامع سفيان الثوري صنَّفه أيضًا في هذه المدة، وقيل: إنها صنفت سنة ستين.

وفي آخر جامع الترمذي ما نصه: إنا وجدنا غير واحد من الأئمة تكلفوا من التصنيف ما لم يسبقوا إليه، منهم هشام بن حسان، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريح، وسعيد بن أبي عروبة، ومالك بن أنس، وحماد بن سلمة، وعبد الله بن المبارك، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ووكيع بن الجراح، وعبد الرحمن بن مهدي، وغيرهم من أهل الفضل والعلم، صنَّفوا فجعل الله في ذلك منفعة كثيرة, فنرجوا لهم بذلك الثواب الجزيل مما نفع الله به المسلمين, فهم القدوة فيما صنفوا.


١ ابن عبد العزيز بن جريج.
٢ عبد الرحمن بن عمرو.
٣ ... ابن سعيد الثوري.
٤ ... ابن بشير بن القاسم أبو معاوية.
٥ ... ابن راشد الأزدي.
٦ عبد الله.
٧ هو محمد بن علي بن عطية، ت سنة ٣٨٦هـ، تاريخ بغداد "٣/ ٨٩".
٨ سفيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>