للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ترجمة أبو بكر الصديق]

سيدنا عبد الله بن أبي قحافة التيمي القرشي, صاحب الرسول في الغار ورفيقه في الهجرة, والسابق الأول للإسلام، لم يعبد صنمًا قط توفيقًا من الله وفطرة فطره الله عليها، ولا شرب الخمر قط، والمقدَّم للصلاة في الحياة النبوية، والذي قدَّم نفسه وماله كله لله، والخليفة الأول بعده بإجماع من يُعْتَدُّ به، والذي أنقذ الإسلام بعد الوفاة النبوية بعلمه وتوفيقه وعدله وصرامته في الحق، وأنفذ وصايا رسول الله، كان قوالًا بالحق، صادعًا بالأمر، سالكًا سبيل الصدق، غير مائل ولا متجافٍ، قائمًا بالعدل، لا تأخذه في الله لومة لائم، لم يستأثر بمال، ولا مال قط عن سنن الرسول، وكان يوليه الرسول الجيوش، موصوفًا بأصالة الرأي، خطيبًا مصقعًا، وقد وجهه -عليه السلام- أمير الحاج سنة تسع، ولا يوجّه لهذه الوظيقة إلّا من كان بالمكانة العليا فقهًا وإفتاء, ليعلمهم مناسكهم ويفتهيم فيما لم يعلموا.

قال -عليه السلام- فيما رواه الترمذي عن حذيفة: "اقتدوا بالذين بعدي: أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمار، وتمسَّكوا بعهد ابن أم عبد" قال الترمذي: حديث حسن١.

وفي الصحيح: "إن من أمنّ الناس عليّ صحبته وماله أبا بكر, ولو كنت متخذًا خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا, ولكن أخوة الإسلام ومودته, لايبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر" ٢، وقال -عليه السلام: "إن يطع القوم أبا


١ هذا اللفظ: رواه الترمذي عن ابن مسعود "٥/ ٦٧٢"، وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود, لا نعرفه إلّا من حديث يحيى بن سلمة بن كهيل، وروي الجزء الأول منه عن حذيفة "٥/ ٦٠٩"، ورواه كذلك ابن ماجه في المقدمة "١/ ٣٧".
٢ متفق عليه: البخاري "٥/ ٤"، ومسلم "٧/ ١٠٨".
٣ سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>