الخليفة الرابع، أول من أسلم من الشبان، وأول قاضٍ ولَّاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم, فكان في اليمن، وتقدَّم الكلام على أقضيته واجتهاده، تربى في بيت النبوءة، وتغذى بلبان معارفها, ولما آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه، قال له:"أنت أخي وأنا أخوك" ١، وهو صهره على أعز الخلق عليه، وابن عمه الذي كان يحوطه، ومع ذلك لم يرشحه للخلافة، إبعادًا للسلطة الشخصية من ساحة الإسلام، بل ترك الأمر شورى للمسلمين يختارون من يشاءون، وهو أحد العشرة المبشرة، وأحد ستة الشورى، وأحد العلماء الربانيين، والشجعان، والزهاد، والخطباء، والشعراء، ومناقبه في العلم وما أوتيه من الاجتهاد والفهم معلوم،
١ روى الترمذي عنابن عمر قال: آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه فجاء عليّ تدمع عيناه فقال: يا رسول الله, آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد؟ فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أنت أخي في الدنيا والآخرة"، قال الترمذي: حديث حسن غريب "٥/ ٦٣٦".