للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوَّل من دوَّن الحديث ١ الذي هو مادة الفقه:

[ترجمة ابن شهاب الزهري]

أول من دوَّنه ممتثلًا أمر ابن عبد العزيز كما رواه أبو نعيم عن مالك١ هو الإمام:

محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب:

الزهري، أبو بكر المدني، أحد الأئمة الأعلام، وعالم الحجاز والشام، انتهت إليه رياسة العلم والفتيا في وقته, فكان نظير ابن المسيب قبله، قال الليث٣: ما رأيت عالمًا قط أجمع من الزهري.

وقال أيوب٣: ما رأيت أعلم منه, وقال مالك: ما له في الناس نظير.

وهو معدود من صغار التابعين، أدرك عشرة من الصحابة، كما في ابن خلكان، وكان عمرو بن دينار يقول: أيّ شيء عند الزهري، لقد لقيت ابن عمر وابن


١ قال المؤلف -رحمه الله: هذه أولية تدوين الحديث, أمَّا مطلق التدوين فكان قبل هذا التاريخ, فقد روي عن ابن عباس تفسير, وروايته صحيحة اعتمدها البخاري وغيره كما تقدَّم في ترجمته، وكذلك مجاهد بن جبر له تفسير كذلك، بل أول تدوين على الإطلاق ما كتبه عبد الله بن عمرو بن العاص إلّا أنه ضاع.
٢ في الحلية أن الذي أمر الزهري بذلك هو هشام عبد الملك "٣/ ٢٦١"، وأما عمر بن عبد العزيز فإنما أمر أبا بكر محمد بن حزم المدني, كما سبق أن ذكر المؤلف، وفي الحلية أيضًا "٣/ ٢٦٠"، عن صالح بن كيسان قال: اجتمعت أنا والزهري ونحن نطلب العلم، فقلنا: نكتب السنن، فكتبنا ما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم, قال: نكتب ما جاء عن أصحابه فإنه سنة، فقلت أنا: ليس بسنة فلا أكتبه، قال: فكتب فأونجح وضيعت.
٣ ابن سعد.
٤ ابن أبي تميمة السختياني.

<<  <  ج: ص:  >  >>